لو أننا نمل !!!
النمل حشره اجتماعيه تعيش في مستعمرات ,كل حشره في مملكه النمل تعلم جيدا مهامها وتقوم بها علي اكمل وجه مع مقدرتها ايضا علي القيام بمهام الاخرين في الحالات الحرجه كتعرض المملكه لهجوم .
كنت اتمني ان اكون نمله وان اعيش في مجتمع مشابه لمجتمع النمل ,كل فرد فيه يدرك وظائفه,ويقوم بها ولا يعني ذلك التخصص في العلم والادراك ولكن اقصد التخصص في العمل.
فالطبيب طبيب مع معرفته بالثقافات المختلفه وادراكه للواقع المحيط به سواء سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً هذا الادراك يمكنه من فهم الواقع الذي يعيشه ,كنت اتمني ان يكون المدرس مدرسا يهوي تعليم طلبه قبل ان يكون هواه في ما في جيوب اولياء الامور او في مرتب الوزاره رغم انه ماعاد يغني او يسمن من جوع ,كنت احلم بأن يكون المهندس مهندسا يسعي لتعمير هذا الوطن ,كنت احلم ان اعيش في مجتمع يدرك كل شخص وظيفته ويسعي لان يكون مبدعا بها ,كنت احلم بان يكون الطالب طالبا ,والموظف الحكومي موظفا …الخ كنت اتمني ان نكون مثل النمل نعلم وظائفنا ونقوم بها لكن وبكل اسف اجد انني اعيش في مجتمع مشتت التفكير ينقص افراده احترام تخصصاته .
المشكله اننا اعطينا مسميات خاطئه لبعض التصرفات فمثلا :
*اعتبرنا الشخص المتدين هو ذلك الشخص الحافظ لبعض الاحاديث والتي لربما لم يكن مدركا لاغلب معانيها
*سمينا المثقف مثقفا ان قرأ كتابا ذو عنوان طويل او تحدث ببعض المصطلحات الغير مفهومه للعامه
*اعطيني احقيه الافتاء لاي شخص ظهر في الفضائيات دونما السؤال عن رصيده العلمي
*اطلقنا لقب متفوق علي كل طالب حصل علي مجموع عالي في الثانويه العامه حتي وان كان لم يفهم اي كلمه مما درس وكل تفوقه راجع لمقدرته علي الحفظ!!
*سمينا المناضل مناضلا ان خرج في مظاهره او اعترض علي سياسه الحكومه او عارض قرارات مجلس الوزاره حتي وان كان دافعه في كل ذلك هو المعارضه لمجرد المعارضه .
*اطلقنا القاباً براقه وصفات رنانه علي بعض الاشخاص لمجرد انبهارنا بكلماته حتي وان لم نري افعالاً توازي تلك الكلمات في بريقها
*بتنا نطلق الاتهامات جزافاً فهذا جاهل بأمور الدين لمجرد انه غير ملتحي ,واخر جاهل بالسياسه لمجرد انه لم يخرج للتظاهر, وذلك منحل كونه يستمع لاغنيه ,واخر منغلق علي ذات كون مقصر لبنطاله .
اتهامات,تصنيفات ,سمات, سمينا بها الاشخاص اغلبها ان لم يكن كلها خاطئ !! واعتمادا علي كل هذه التسميات الخاطئه بنينا صرح جهل عالي وللاسف كان نتيجه كل ذلك تيهنا جميعا عما خلقنا من اجله.
بات من حق الطبيب ان يفتي طالما انه قد التحااو قصر بنطاله!! ,ومن حق الشيخ ان يبدي رأيه في السياسه طالما انه سمع نشره الاخبار او شاهد لقاءا صحفياً ,بات من حق الطالب ان ينتقد سلوك علماء الدين لمجرد ان الفتوي لا تأتي علي هواه ,بتنا نعير آذاننا لكل صوت رنان حتي وان كان خاويا من الكلام ونصف صاحبه بالمثقف الواعي الساعي لتغيير حال بلده ولنهضه مجتمعه .
بتنا مجتمع اشبه بالمسخ.. الفرد يلبس عباءه الدين لينال الاحترام الاجتماعي ويبدلها بعباءه المعارضه ان اقتضي الامر لينال الاحترام الاجتماعي ايضا ,وتارةً نراه يرتدي عباءه الانفتاح ليحصل علي لقب متفهم ومنفتح علي الاخر حتي وان انسلخ من سمته الديني المهم هو نظرة من حوله واحترامهم له .
ومع تغير العباءات حسب الحاجات والرغبات ,ومع خلع كل عباءه وارتداء اخري يتيه الافراد ومن ثم المجتمع فلا نكاد نعرف من هو المفتي من الداعيه, ولا ندرك الطبيب من الدجال, ونتوه بين المصلح والمشاغب الساعي لخراب هذا البلد !!
رائع ان يقرأ وان يفهم الطبيب والمهندس والطالب والموظف المسائل الدينية بل لربما كان الامر واجبا ًولكن لن يرتقي اي منهم لمستوي عالم الدين خريج الازهر . فكما كان من واجب الطبيب كتابة الوصفات الطبية كان علي عالم الدين وصف الفتوي الشرعيه فلم نسمع ابدا عن شيخ وصف روشتة..لذا ليترك الطبيب امر الافتاء لصاحبه .
جميل ان نكون مدركين للامور السياسيه ساعين لاحداث نهضه شامله ولكن لا يجوز باي شكل ان نشكك دونما دليل او ان نحكم في مساله سياسيه علي اساس عاطفي وحسب, لمجرد ان الآخر يخالف فكرنا في نقطه ما .واغرب ما سمعت في هذا الصدد ان احد الشيوخ اعتبر سياسه عبدالله غول سياسه فاشله لانه رد في احد المقابلات علي السؤال الآتي برد لم يرضي الشيخ
السؤال :لماذا ترتدي زوجتك الحجاب ؟
فجاوب غول..لان ذلك حريه شخصيه
لم يحترم الشيخ اجابة عبدالله واعتبر ان الاجابه الواجبه هي (لان الحجاب امر رباني )
وعلي هذا الاساس بني الشيخ رايه السياسي وبات يشرحه في الدرس الديني ويعلمه لطلابه ..!!
جميل ان يكون لنا هوايات وان نهتم بكل شيء لان ذلك يثري العقول ويزيد من عمق تفكيرنا وكلما تنوعت اهتمامات المرأ منا زادت قدرته علي فهم الامور المحيطه به واتسع منظوره للامور,واستطاع ان يتفهم فكر الاخر .
الا ان تلك الهوايات والاهتمامات لا يجب باي حال ان تطغي علي وظائفنا الاساسيه ,فلا يجوز ان يكون عدد الساعات التي يظل الطبيب فيها معتكفاً لقراءه كتاب سياسي او ديني اكبر من عدد الساعات التي يقرا فيها كتابا طبيا,مع ملاحظه عدم اغفال القراءه بشكل تام لان ذلك يحول الشخص لمجرد مسخ يشبه الآلات ,وكثير مانري اشباه الآلات في مجتمعنا فالشخص منهم عالم بامور الطب مثلا جاهل كل الجهل بامور الحياه مما ينعكس علي طريقه معاملته لمرضاه ولكل من حوله .
التخصص امر مهم واحترامه امر اهم
فلو ان اطبائنا كانوا علي درجه علميه عاليه لما رأينا قنوات فضائيه تعالج السرطان بالاعشاب .
ولو ان شيوخنا لزموا منزلتهم الراقيه واحترموا مكانتهم وعلموا انهم اصحاب فتوي لا نجوم تلفاز لكنا الان في سلم من فتوي كفتوي ارضاع الكبير .
لو ان دعاتنا ادركوا انهم دعاه وحسب فتح الله عليهم بقدرة علي توجيه الناس ودعوتهم لدين الله عزوجل وان علمهم لا يخولهم اطلاق الفتاوى جزافاً.. ويكفي ان نعلم ان الامام مالك كان يفكر في بعض الاحيان عاما كاملا قبل ان ينطق بفتواه
لو ان السياسي ترك خلاف معاويه -رضي الله عنه- وعلي- كرم الله وجهه- جانبا والتفت الي الخلافات الداخليه و الخارجيه السياسية لكان اوقع وافضل لمجتمعنا فكما قال الامام مالك (فتنة نجي الله أيدينا منها فلما نذهب لها بألسنتنا )
ولو ان الطلاب اهتموا بدراستهم مع عدم اغفال واجباتهم تجاه مجتمعهم و دونما تغليب أحد الأمرين علي حساب الآخر لكان وضع مجتمعنا أفضل بكثير .
لو اننا ادركنا مهامنا وسعينا لتحقيقها مع عدم اغفال التنوع الثقافي والعلمي لشابهنا مجتمع النمل في تنظيمه والتزامه ولبتنا مملكة قوية مثل مملكة النمل.. قوية بافرادها وليس بملكتها فحسب ..
كتبه محكومه عليه بالامتحان
21-10-2007
هناك 3 تعليقات:
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة عاجلة للزيارة
لزيارة مدونتى " أمــــى "
لرؤية هديتى لأمى فى يوم الأم
آسف لعدم التعليق على الموضوع الآن .
لكن حجزت أول تعليق .
أول مرة أزور مدونتك أختي ..
وأعجبني قلمك كثيراً .. وأتفق معك اختي فيما ذهبتي إليه في هذه التدوينة تحديداً.. فلئن وعى كلٌ منا دوره لما أصبحنا كما نحن الآن!
يظل الأمل قائماَ بانقشاع الظلام طالما لازال هناك من يضيئون الشموع .. بوركتِ اخية وبورك قلمك الرائع!
وأتمنى أن تشرفيني :)
باذن الله امر استاذ احمد
حنون شكرا لتشرفي بزيارتك وباذن الله لي مرور بمدونتك
إرسال تعليق