السبت، 29 أغسطس 2009

الزلابيا تجيب احياناً

الزلابيا تجيب احيانا !!






لا احب الزلابيا ..انظر الي الطبق المليء بالقطع الكروية المليئة بالعسل ... داعية الله ان ينجدني منه ..اشعر بقطعه تناديني في دلال ولكني اتجاهلها بالتفكير في شيء آخر
وفي خضم ذلك تنشأ احد الجدالات المعتاد بين عقلي ونفسي
... ....

عقلي :
هل الولايات المتحدة دولة قوية ام ضعيفة ؟؟


نفسي ترد عليه قائلة :
طبقا لمارتن ليبست : (( فان المؤسسات الامريكية مصممة عن عمد لإضعاف القدرة علي ممارسة سلطة الدولة او الحد منها!!! ))


عقلي :
اذا من اين اتت قوة الولايات المتحدة ؟؟


نفسي :
طبقًا لتعريف ماكس فيبر للدولة فان قوتها تأتي من ممارستها الناجحة لحق الاحتكار الشرعي ..اي حق استخدام القوة في منطقه معينة .

يتضح ذلك وبشكل جلي من خلال مؤسسات القسر والاكراه القادره علي فرض كل شيء تقريباً ابتداءا من قواعد المرور وحتي القوانين التجارية والنظام العسكري سواءا علي الصعيدين الفدرالي او علي مستوى الولاية او علي الصعيد الدولي.


عقلي :

لو فرضنا ان دولة ما ايًا كانت تمت امركة مؤسساتها ..أي ان سيطره الدولة علي المؤسسات باتت ضعيفه او معدومة
وفي ذات الوقت لا تستطيع هذه الدولة ممارسة حق الاحتكار الشرعي لانها لا تملك ولا تنفذ قوانين ردع قوية فماذا ستكون النتيجة ؟؟
.......

نفسي تصمت ولا تجيب
..........

فجأة تنطلق الاجابة من قطع بالطبق

ستكون النتيجة زلابيا !!

تكمل احد القطع قائلة :

ستنهار الدولة لانها فقدت مؤسساتها وفقدت السيطره علي الافراد داخل نطاقها وبالتالي باتت امتداد افتراضي للولايات المتحدة "" الدولة التي تسيطر علي مؤسسات الدولة المذكورة ""
بمعني آخر احتلال جديد نيولوك !!!!


تتنهد نفسي :

اها احتلال طعمة حلو شكلة حلو مثلكن يا قطع الزلابيا –تحمر القطع خجلا-لكنة احتلال في جوهرة اياَ كان مظهره

ساعتها سيكون مبدأ الاصلاح ,التغير ,والحديث عن النهضة ليس له أي محل او أي مجال
بل لن يكون له وجود

ساعتها سيكون الحل هو مقاومة المحتل خاصة وان الهدف ليس الرقي بالدولة المقصودة بقدر ان المقصود السيطرة علي الموارد.. فالعلاقه هنا ليست تكاملية اطلاقاَ بل هي احتلال في اوضح صورة .

يتدخل عقلي في الحديث مرة اخري قائلا :

المشكلة ان مقاومة الاحتلال العسكري تكون عسكرية ولكن هل يعلم احد كيف يقاوم الامتداد او الاحتلال الافتراضي ؟؟!!!

تسكت نفسي
....

تصمت قطع الزلابيا

....
لا احد يعرف الاجابة

ينتابني خوف الجهل واحاول ان اشتت تفكيري مرة اخري



لاجد عقلي يقفز الي مكان آخر بعيد كل البعد عن الامتداد الافتراضي ويسأل نفسي :
مارايك في الاناركية
؟؟؟؟؟؟

تتنهد نفسي التي تعب منه :

ومالك انت بها ..هل تسأل عن معناها:
فهي كلمة ذات اصل اغريقي "أن" و "آركي" , و هي تعني شيئا مثل غياب السلطة أو الحكومة او بمعني اخر رفض السواد الاعظم من المحكومين لنظام حكم معين ..ها قد علمت
فماذا تريد من وراء سؤالك

يضحك عقلي ::انت تعلمين اني لا اسأل عن معناها بل اسال عن رايك بها

مارايك لو تبني مجتمع ما الاناركية كوسيلة للحل
؟؟؟؟؟؟؟

تفكر نفسي قليلا وتقول ::سيكون حلا جيدا لكنه يعتمد بالمقام الاول علي من سيقود الاناركية تلك ومن سيحرك الجموع باتجاهها لاسقاط نظام الحكم ذلك

لانه وان لم يكون تحركا مدروسا فانه لن يأتي بفائده خاصة وان لم يكن هنالك تحضير جيد لمسرح الاحداث ""مؤسسات الدولة ""وللقيادة الجديدة التي ستحكم

تنطلق قطعة زلابيا قائلة :
ان حدث ذلك دون تحضير سيكون الوضع زلابيا ... سيعتقد الشعب انه حقق مراده في حين انه قد اتي بشخص اخر اجهل من سابقه .........او لربما حدث ما هو اسوء وتم استغلال بعض الجهات الخارجية الوضع لبسط نفوذها عن طريق بعض الاشخاص الذين يملكون كاريزما معينة

ترد نفسي قائله فتح الله عليك ياقطعة الزلابيا ..هل ارتحت يا حضرت العقل ها هي قد اجابت
ان لم يكن التحرك مدروسا فانه سيأتي باشخاص و بنظم ظاهرها حلو طعمها ...حلو كقطع الزلابيا تلك ولكنها تختلف عنها بانها سامة ...ضررها علي المجتمع اكبر بكثير من نفعها

وكأن تلك الدولة محكوم عليها بان تظل دائرة ابد الزمان في ذات الساقية ..ساقية الحلول الخاطئة ...


هاقد افحمتك فاسكت ودعني استمتع بتناول الطبق


يصمت الا ان الخوف عاد ينتابه فهو لازال لا يعرف الحل

السبت، 1 أغسطس 2009

وكانت سجدة في بطن الحوت

وكانت سجدة في بطن الحوت


كانت سجدة اتضحت الصورة بعدها فيالي من غبية
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

في قصه سيدنا يونس عليه السلام والتي يعرفها الكثيرون بها عبر لم افهمها من قبل كما بت افهمها الآن:

فبداية بعث الله سيدنا يونس الي قومه ليبين لهم سبل الرشاد.. ..وبعدها اصابه ضيق فتركهم وركب السفينه ليقذف في اليم ويلتقطه الحوت
ويظل عليه السلام مسبحا لله طالبا عفوه فيعفوا الله عنه ويلقيه الحوت الي الساحل ليعود لقومه فيجدهم قد امونوا
القصه معروفه للجميع بتفاصيل ادق:
ولكني بت استشعرها بشكل مختلف وجدت فيها عبرا لعلي لم اراها من قبل :


1- كل شخص يسعي للاصلاح حتي ولو كان علي نطاق ضيق يجب ان يعلم ان الهدي هدي الله ... وسواء استمر المصلح في دعوته ام لم يستمر فان قدر الله واقع بالبشر... سواء بالهداية او بالاستبدال فان كان بالهداية فقد نال اجر السعي والدلالة علي الخير وان كان بالاستبدال فلعل عمله وسعيه يكونان معذره الي ربه يوم يلقاه

لذا فليس تفضلا من المصلح علي الله انه يدعوا الي سبيله.. بل بالعكس انه لشرف كبير ان يصطفيه الله ويرزقه الفهم والعلم الذي يمكنه من الدعوه علي بينة حسنة
فلا يُعجز الله ان يجعل كل اهل الارض مؤمنين وان يضله وحده
ولا يُعجز الله ايضا ان يضيء عقول العالمين وان يظلم عقله وحده
""يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"" الحجرات (17)

2- لكل امة نعمة معينة وصفه خاصة... تكون فضلا من الله وتكون هي نفسها ان لم تصان سبب في نزول البلاء ووقوع امر االله بالاستبدال
وعندما اري حالنا اسأل نفسي لما لم يستبدلنا الله كما فعل بالامم السابقة؟؟
الم يقم البعض بفعل قوم لوط؟؟؟ وحتي الان لم يمطر علينا مطرهم !!

واخرون الم يقوموا بتشويه النيل هبة المولي نهر من الجنة كما قام قوم صالح بقتل الناقه ؟؟ ولم نسمع حتي الان تلك الصحية !!

واخرون سرقوا وطغوا واكثروا الفساد فلم يصب الله حتي الان علينا العذاب صباً كما فعل مع عاد قوم سيدنا هود !!!

اعتقد ان السبب في نقطه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فقد قال تعالي : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
فهذه هي نقطه اصطفاء امة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ان تركت فقدر الاستبدال واقع
نحن كبشر جميعا مسؤولون عن خلافة الارض وكمسلمين مصطفين باناره الكون ودلالة الناس الي طريق الرشاد ومتي تنازلنا عن هذا الواجب استبدلنا الله بقوم افضل منا وليس ذلك علي الله بعزيز

3-لله سبحانه وتعالي منح وعطايا يمن بها علي من يشاء من عباده هو وحده المتفضل بها ... تطلب بطاعته واخلاص النية له وما احوج صاحب الرسالة لتفضيل من مولاه يرزقه به اناره العقل وصفاء الروح فيري سبيل الرشاد واضح المعالم جلي التضاريس(( قل إنّ هُدَى الله هو الهُدَى ) سورة الأنعام 171

4- احلامنا الكبيرة والتي نسعي اليها بصدق وبنية خالصة للمولي حينما تبدأ في التحقق قد لانرى ملامحها بوضوح كما تخيلناها فيعتري القلب الم الفشل ويصيب العقل حيرة التقصير ولكن يبرز حينها السؤال ايهم افضل الاحلام كما تخيلناها ام الواقع كما لمسناه؟؟
بالتأكيد الواقع........ اوليس واقعنا من صنع الله الكامل....... واحلمنا من نسج خيالنا القاصر
وطالما ان النية كانت سلمية والاجتهاد في السعي في تحقيق الحلم كان علي اشده فان ما تحقق من الحلم هو الخير كله
ولنراجع انفسنا فلعلنا قصرنا وعندما نتدارك نقاط التقصير تلك لربما وجدنا واقع ما كنا نجرؤ علي تخيلة لشده جماله

5- الكمال لله وحده ..نسعى اليه ولا ندركه .وبين السعي واستمراريته ينتج التطوير وكلما استمر السعي ارتفعت المنزلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال : (( ........... و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه....))


6- قال تعالي :""فلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"" الصافات 144

التسبيح والصلاه اقوي درع يحمي المصلح من سهام اليأس ...
يكفي ان نعلم ان صلاه القيام كانت مفروضه علي المسلمين في بداية الدعوة وبكل تاكيد ذلك لفضلها العظيم
ففي جوف الليل تتبين بعض المعاني وتضح بعض الملامح ماكنا لندركها من قبل
في الليل خلوة جميلة فكما قال ابن القيم غرس الخلوه يوجب الحب فغرس الخلوه بالله في ركعات التهجد يولد التعلق به
وكم من حديث ومناجاة لا تقال الي في خلوة المصلي لربه
وكم من سؤال لا يجاب الا بخشوع القلب ودموع الساجد
وكم من فهم لا يتأتي الا حينما يدرك العقل مقدار عجزه امام قدرة خالقه
وكم من فضل لا يطال الا برضي المولي فلنري المولي منا ما يحب فيرينا منه ما نحب.

ختاما بعدما اتضحت لدي كل تلك المعاني ادرك قمة غبائي وتقصيري كيف اتخلي عن احلامي
اما كان الاولي ان اسال نفسي أفشلي نابع من تقصيري؟ ام من ذنب ارتكبته فرفعت عني اهلية الاصطفاء ؟
فأن كان تقصيرا ...فلاسعي لتمامه والله تعالي يجبر الكسر
وان كان ذنبا ..فان الذنوب جراحات ولرب جرح وقع في مقتل
وكما ردد صلي الله عليه وسلم حين خرج من الطائف :"" ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي...""
دمتم بخير وبثبات علي الطريق