ســـاتـــان..(6) (ساقية الحياة ) الاخيرة

الاجزاء السابقه

(1)
(2)
(3)
(4)
(5)

ســـاتـــان..(6)الاخيرة (ساقية الحياة بلا هدف بلا ايمان)

لازال القطار منطلقا بسرعته المعهودة, ولكني حين انظر هذه المرة من النافذة لا اري الاشجار المتسارعة كما وصفها ساتان من قبل(( وكأنها فيلم قد تم اسراع وتيرة عرضه)),لا اري الآن سوي ظلمة قاتمة ,ورغم تلك القتامة الصارخة الا انها تبعث في نفسي السكينة ,سكينة منحتني فرصة للغوص في افكاري دون ان يقطع حبل تسلسلها منظر الاشجار , او ظل منزل ريفي ينطلق من مدخنته غيمة سوداء تؤكد ان سكانه يملكون مصدر للتدفئة ..!!

لاول مرة في حياتي ينتابني هذا الاحساس الذي فسرته في البداية علي انه سكينة !!,ولأول مرة يجتاح قلبي كل تلك المشاعر الجميلة ,لا ادري بما اصفها هل هي السكينة فعلا ام الفرح ام الراحة ام ماذا؟
لا ادري ما كنه ما احس به ؟الا ان هذا الاحساس يعجبني ,بل انه ليسكرني حتي الثمالة....!!!

مشاعر جميلة لم يوقظني منها الا سؤال ساتان: مالذي يضحكك ياعزيزي؟؟
فكرت قليلا وكأنني احاول ان استعيد وعي بالواقع وعدت لاسأله وهل كنت اضحك ؟؟
فابتسم بدوره وقال نعم ولكن علي ما يبدوا دون ان تشعر فمالذي كنت تفكر فيه ؟وابتسم بدوره ابتسامة خبيثه وكأنه قد اكتشف سري.
لم ادري بما قد اجيبه هل اخبره انني كنت استمتع بمشاهدة الظلام ؟!! لربما لن يفهمنني ساعتها سأكون محل سخريته..لذا آثرت ان اغير مجري الحديث
ساتان يا عزيزي :لا ادري لما تكرر ذكر النورنين في حديثك مرات عده ؟ وكأنك معجب بهم ايما اعجاب!!

نظر الي نظرة فهمت منها انه ادرك محاولتي الفاشلة في تغيير دفة الحديث بفتح موضوع جديد ساعتها توقعت ان يصمت والا يجيب ..الا انه اجاب قائلا :

انا بالفعل معجب بهم للغاية بل انني لأشعر انهم اكثر من علي هذه الارض عبقرية وذكاءا
الا يكفيهم انهم استطاعوا ان يشعلوا الثوره الفرنسية وان يسرق اتباعم من الروتشيلد بورصة لندن ومن ثمة يسيطروا علي رأس المال الفرنسي وماهي الا سنوات وسقطت اوربا كاملة في ايديهم
لقد امتدت ايادي الروتشيلد لتسيطر علي كل شيء ولتملك كل شيء ولم يستطع احد الوقوف في وجهه في اوروبا ومن حاول كان مصيره الهلاك ومن تجرأ علي النطق قطع لسانه وفقد حياته لمجرد التفكير في قدرته علي الحاق الاذى بهم!!

انهم واسعوا السيطره لا يمكن لاي قوة ان تقف في وجههم !! لم يكتفوا باوربا وحسب بل امتدت اطماعهم الي اميركا خضعت لسيطرته بالكامل,انهم بالفعل الحكام الحقيقيون للعالم الان !! الا تعتقد انهم بالفعل اذكي من علي وجه البسيطة؟!الا تشعر تجاههم بالاعجاب؟!

لم ادري بما اجيبه الا انني ردد عليه قائلا :
يا ساتان ان كنت تعتبر النورانين عباقرة العالم,والروتشيلد هم اذكي من علي وجه البسيطة فانا لا يهمني امر كذلك!!, ما يهمني فعلا الافعال لا الاسماء اهتم فقط بأن يتم ما اريده تحت اي مسمى وتحت اي شعار لا يعنيني من قام بالامر بقدر ما يهمني حدوثه ,ساتان كنت اظنك اكثر فطنة من ذلك!!
ساعتها لمحت في عينيه بريقا لم افهمه الا انني اكملت حديثي غير آبه بتعابير وجهه قائلا :
يجب ان يشعر الجميع تجاه الروتشيلد بهذا الشعور الا امثالنا, يجب ان يحترمهم الجميع وان يهابهم الكل ,هذه الهيبه تدفع البشرية للخضوع لهم,بدافع الخوف تاره وبدافع الاعجاب والتقديس تارة اخرى.
يجب ان يتنامي الشعورين داخل النفس البشريه تجاه الروتشيلد والقوي المشابهة لهم حتي يدرك الجميع مقدار ضعفهم امامهم وانه مامن سبيل للوقوف بوجهم او الافلات من قبضتهم فهم المسيطرون علي كل شيء علي الاقتصاد والسياسة ,علي الموضه والرياضة, علي المعابر المائية وآبار البترول علي الصحافة والتليفزيون علي كل شيء في هذا العالم من اول الابرة حتي الصاروخ ,ان باستطاعتهم اختراق جميع الحكومات السيطرة عليها ,في قدرتهم اشعال حرب عالمية في لحظه وفي نفس البرهة تنهمر الدموع من مقاليهم بكاءا علي تعانيه البشرية من دمار ,وتنطلق الصيحات من افواههم مطالبين بوقف العدوان .. يجب ان يشعر البشر انه لا مفر من امثال هؤلاء !!

ياعزيزي ساتان :يجب ان يكون هذا المعني متأصلا عند الجميع الا نحن الوحيدون العالمون بخبايا الامور وبحقيقة الاوضاع المدركون الي انه ما ان تسقط قوه الروتشيلد الا وستنشأ قوة جديدة اقوي منها واكثر سيطرة علي الجنس البشري طالما ان البشر لا يزالون في منتهي الغباء دائرين في ساقية الحياة بلا هدف بلا ايمان .
ياعزيزي هذه هي سنه الحياة البقاء للاذكى فلا مكان للاغبياء.

كنت اريد ان استفيض في حديثي معه الا انني لمحت علي وجهه علامات التعب والارهاق خاصة اننا لم نتناول اي طعام او ننم طيلة الرحلة فسكت رأفة به .
استمر الصمت قائما بيننا طوال الساعتين التالتين , اعتقد انه قد غرق خلالهما في سباته المريح وقد غرقت بدوري في تفكيري العميق
لم يستيقظ حتي بعد انتهاء رحلتنا و توقف القطار !,ولم اشأ ان اوقظه ليس رأفة به هذه المره ولكن رأفة بنفسي التي ملت الحديث وبات ترنو الي العمل
نظرت اليه نظرة وداع وترجلت من القطار وما هي الا دقائق عقب نزولي الي الرصيف الا ووجدت يدا تربت على كتفي,كانت يده عرفتها دون ان ان اراها !!
التفت اليه مبتسما وبادلني بابتسامة مشرقة قائلا :لقد سعدت بصحبتك وبحديثنا سويا ولكني للاسف نسيت اسمك !!!,اعذرني فأمر كهذا يتكرر معي كثيرا.
لم يزعجني نسيانه اسمي واجبته قائلا :ادعي ديفيل ....التقت عيني بعينه في تلك اللحظة ..لم تخفني نظرته او لمسته كما ارهبتني طلته بادئ الامر بل بالعكس اجتاح قلبي دفء لقاء الاحباب وكأني كنت انظر في عيني ابي او المس يدي امي .
رد علي قائلا :وكم افرحني لقاؤك يا عزيزي ديفيل ارجوك لا تطل بعادك عني.
اجبته بالايجاب وتصافحنا وذهب كل منا في طريقه علي وعد باللقاء..

تـــــــــــــــــــــمت بحمد الله