الأحد، 18 يناير 2009

ســـاتـــان(2) اختلاف الصور

ســـاتـــان(2) اختلاف الصور




اجمل مافي السفر بالقطار النظر من النافذة كأنك تشاهد فيلما قد قمت باسراع وتيرة عرضه ... اني محب للسينما عاشق كبير للفن.....قال هذه العبارة ليقطع الصمت الذي قد حل بيننا ..وبصدق قد اعجبتني فأنا احب التصوير والشعر والسينما كل هذه الامور تستهويني .

ابتسمت له واخبرته بانني احب الفنون جميعها لاني اشعر انها التعبير الصادق عما تعانيه البشرية ..رد علي بابتسامة خبيثة وقال لي يا عزيزي :نعم الفن هو التعبير عما تعانيه البشرية وهذه قاعدة مهمة ستفيدك فيما بعد ,لان تسليم البشر باهمية الفنون جعل للفانين قداسةغير قابلة للاتهام ,ولانواع الفنون مكانة ليست محل للجدل او النقاش ,فبات من حق الرسام ان يرسم لوحة مجنونة لا تفهم ومع ذلك تصفق له ايدي الآخرين ,وفي ذات الوقت تستفسر عقولهم عن ماهية اللوحة ؟! ولكن تخشي السنتهم النطق بالسؤال خوفا من ان يتهموا بالجهل !!

ومرة بعد مرة استقر في عقول الناس ان اي همجية لونية هي تعبير عن فن راق معقد لدرجة ان عقول البشر العادية لم تفهمه ,وان من رسم هذه الهمجية شخصية عبقرية استطاعت ان تفهم سر الحياة المعقدة وتجسدها في لوحة واحدة!!!هذا السر الذي عجز عن فهمه اذكي العلماء..

لقد ادي هذا التسليم الي تسكين عقول اغلب البشر بحيث باتوا لا يتساؤلون عن ماهية الاشكال وبات بامكانك وبكل سهوله تصدير افكارك عن طريق الرسم .

ففي البداية انشر رموزا غير مفهومة والبسها لباس التطور, واجعلها تتعمق في العقل البشري ,ويألفها الذوق الانساني, وبهذه الطريقة تكون قد افسدت ذوق البشر ليحل المزيف مكان الحقيقي ,ويحل الصخب والقبح مكان الجمال الطبيعي ,كل ذلك بدعوى التطور والحداثة ساعتها يصبح الفن مرآةً تعكس الوهم وليست تجسيدا للواقع الانساني .

يا عزيزي اهم مافي الامر ان تخترق عقل من امامك ............!!!

استفزني استهتاره بالعقل البشري وقلت له :يا هذا تتحدث عن البشر وكأنهم اغبياء ....


فرد بسرعة: هم كذلك قد اخبرتك منذ البداية يصبح الانسان اغبي ما يمكن اذا فقد ايمانه....

لم يتح لي الفرصه في الرد عليه ومجادلته وباغتني بسؤال ليس له علاقه بالموضوع قائلا: ما اسمك لم اعرفه حتي الآن؟

بالفعل لم اعرفك بنفسي .. ادعي براد يس

نظر الي وقال :لقد ذكرني اسمك بباريس عاصمة الموضة

اه يا عزيزي ما اجمل تلك المدينة وما احلاها هي مصدر فكاهتي خاصه عندما تحتضن اسبوع الموضة

قال هذه العبارة واشاح بوجهه عني وتركني اسأله: ماالذي يضحكك في اسبوع الموضه؟

رد قائلا: الا تري معي ان اغبي فعل انساني هو ان يهتم البشر بالركض وراء اهواء غيرهم بدعوي الموضه فذلك المصمم يصمم ثوبا يشبه الي حد كبير شكل النعام لا متلائه بالرش من الخلف وانحسار القماش عن جزئه العلوي ومع ذلك يبيعه بما يقارب الميلون دولار .

اليس هذا غباءا يا عزيزي ؟وبصدق انا اضحك كثيرا عندما اري غباء من حولي, ولكني ايضا احترم امثال ذلك المصمم لانه قد افسد الذوق الانساني, وجعل العين البشرية تألف رؤية العري ولا تفزع منه ,وجعل الجسد البشري لا يمانع في انتهاك اعين الغير له ,ليسقط المجتمع في بركه الشغف البصري.

الكل يود ان يري اشكالا جديدة للملابس, وان يرتدي اشكالا جديد من الملابس دون الالتفات الي الهدف الاساسي للرداء.!

فبعدما كان الهدف من اللباس ستر الجسد او التدفئه او التجمل بات الغرض منه اللا شيء ................وهذه فرصة كبيرة لنشر ثقافات جديدة بدعوي مواكبة الموضة والتحرر من التقاليد القديمة.


لا تفتح عينك هكذا وكأنك تخبرني بجنوني وراقب معاصم الشباب, ستجد ان اغلبها قد لف حوله خيط احمر غبي لا محل له من الاعراب ,ورغم غبائه وعدم وضح سبب ارتدائه, الا ان الجميع قد ارتدوه لان احد رموز الموضه ((ديفت بيكهام ))قد ارتداه ولم يعلمو انه رمز للـــكابالا وهي مذهب يهودي ...

لم يعلموا ذلك حتي الآن ولكن حين تفاجئهم بذكر ذلك سيبدؤون بالبحث عن ماهية الكابالا ليجدوها مشروحة في كتب بطريقة رائعة, ومذكورة علي الشبكة العنكبوتية بطريقة اكثر جمالا ..

ومع انعدام الايمان ومع ازدياد الغباء يقع اولئك الشباب فريسة للكابالا ويبدأ ايمانهم بها يتزايد لدرجة انهم يصبحون عبادا لهذه الفكرة .

ستستغرب ما اقول, فما علاقة هذا بحكم العالم ...؟؟؟

ياعزيزي له اقوي علاقة, فكما اخبرتك من قبل(( ان البشر إن تركوا ايمانهم باتوا كقطيع ثيران يدور في ساقيتك اشغلهم بالدوران لخدمتك و أبعد عنهم أي شيء قد ينقذهم من استعبادك)) واول شيء قد ينقذهم هو الايمان فاخلق لهم ايمانا جديدا, مزيفا, ليبقوا منهمكين في فهم طلاسمه ,والالتزام بأداء طقوسه الجديدة.


ولتعلم ان ايمانهم الجديد هذا سيمنحهم شعورا رائعا بالتفوق عن اقرانهم خاصة وان كانوا من احقر المستويات الفكرية, ومن أفشل العينات البشرية !!





لم ادري ما اقوله لاني بالاساس لا اهتم بالموضة, ولم اعتبرها في يوم من الايام نوعا من الفنون ,ولكن لاثبت معرفتي بأي شيء قلت له :

استطيع ان اوافقك فيما قلته ,ولكني اعتقد ان من ينشر الازياء ليس لاعبوا الكرة بل مغنوا الروك ونجوم السينما.

وافقني الرأي ساعتها احسست بنشوة المنتصر فاخيرا اثبت عملني ومعرفتي امامه.


قال :نعم يا عزيزي الهدف الاساسي ان يكون هنالك قدوه من اولئك الاشخاص دخل كل بيت في كل لحظه لتنقل كل ما تريده انت الي البشريه دون ان تفتح فمك وتتحدث .............!!!!!!

ان التلفاز والسينما والحفلات الغنائيه تقوم بما تريده لتسيطر علي العالم

ولا داعي لان تسالهم خدماتهم لانهم سيؤدونها دونما سؤال او تردد!!!!

يا عزيزي اغلب اولئك النجوم لا يسعون الا للشهرة, ومن دخل منهم الفن بنية اخري فقد لوثه الجو وبات كالجميع يلهث وراء الاضواء فهو يتمني ان يكون علي غلاف مجلة ,او ان يكتب اسمه بالخط العريض علي أولي صفحاتها.


وهذا شيء مفيد للغاية فمع كل هذا اللهث ينسي النجم منهم انسانيته, ويتحول الي مدمن للظهور ,وفي كل مرة يظهر فيها يود ان يلتفت الجميع اليه ,وهذه هي نقطه ضعفهم جميعا , ساعتها يا عزيزي يكون قد بات عبدا لمن يتحكم في ظهوره في اي مكان.

وتستطيع بهذا الشكل ان تقنعه بأن ارتداءه لقميص ما سيلفت نظر المصورين, او ان تكلمه بطريقة معينة سيأسر عقول الواقفين ,وبذلك يا عزيزي بات الفنان نبراسا للمشاهدين وعبدا للمنتجين .

الاجمل في صناعة السينما انها لا تأسر نجومها فقط ,ولكنا تأسر جمهورها وتستعبده, يكفيك ان تعلم ان العين

البشريه لا تلاحظ اختلاف الصور في اللقطات المتتابعة بسرعة كبيرة وهذا امر يمكنك استغلاله يا عزيزي فان قمت ببث لقطات متفرقة و سريعة بحيث لا تلاحظها العين البشرية ولكنها تتسرب للعقل الباطن تكون قد اخترقت عقول الجماهير ,وبدأت بنشر قناعاتك ,ورغباتك حتي ولو كان البرنامج الذي يشاهدونه عاديا او حتي اغنية عاطفية مصورة, كل هذه امور قد تساعدك في سيطرتك علي العالم.

نظرت ساعتها اليه وقلت له بحدة: لقد تقبلت حديثك حتي الان ولكن لا تتمادي في الجنون !!!

عندما بدأت في اعتراضي كان في عقلي جمل عديدة ولكني مالبثت ان سكت عندما اشاح بوجهه عني لا اعلم لماذا؟ هل لقناعتي بجنونه التام فلا امل يرجي من نقاش مجنون ؟؟!!! ام لكوني قد استمتعت بجنونه لدرجه الرغبه في الاستماع للمزيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



يتــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــع

بالجزء الثالث

هناك 8 تعليقات:

خديجة عبدالله يقول...

دكتورة أنا بدأت أخاف منك هوة انت تبع مين بالضبط :)
ساتان ده قولتى يعنى شيطان
وبراديس يعنى جنة
صدقتى ( ان البشر إن تركوا ايمانهم باتوا كقطيع ثيران يدور في ساقيتك اشغلهم بالدوران لخدمتك و أبعد عنهم أي شيء قد ينقذهم من استعبادك)

سنتابع إن شاء الله .. أسلوب قصصى ممتع
دمتى بخير

حسن حنفى يقول...

دائما القرب من الله حل كل شئ

قلمي يقول...

حسن حنفي شكرا لتعليقك واكيد القرب من الله حل كل مشكله

قلمي يقول...

خديجة شرفني مرورك يا ديدي
وياريت تتابعي القصه لاني يهمني اعرف رايك
وكويس انك توقعتي ان ساتان ده الشيطان
وبراديس ده الجنه ممكن يتغير توقعك بعدين
يعني اسم براديس فكرك بالجنه علي عكس ساتان ذكره بباريس عاصمه الموضه
كل شخص بيفكر حسب اولوياته برده


ملاحظه: براديس بتكتب كدا بالانجليزي prades


شكرا لمرورك

أنفاس الصباح يقول...

اللهم انا نسألك براديس ونعوذ بك من ساتان .

قلمي يقول...

شكرا يا دكتوره علي مرورك
بس برده زي ماقلت لخديجه ماتخدعناش الاسماء ولا الظواهر

أنفاس الصباح يقول...

شوقتينا

الينا بالتكملة

ولا هتقلدى المسلسلات المصرية

فى انتظار البقية

قلمي يقول...

لاء مش بحاول يا دكتوربتنا اقلد لا سمح الله القنوات المصرية
بس شوية مشاغل وهنزل الجزء الثالث
حضرتك تؤمري