الاثنين، 26 يناير 2009

ســـاتــان(4) عندما يلد الحظ فرصة....!!!

ســـاتــان(4) عندما يلد الحظ فرصه


يا خساره....قلتها وانا اضرب النافذه بقبضتي ..فنظر الي ساتان مستعجباً وقال : ما بك يا عزيزي علي ماذا تتأسف؟

فردت قائلا : ان الحسرة تجتاح نفسي, والألم يعتصر قلبي, فيا لي من تعيس الحظ , سيء الطالع .
فلو اني أملك مالا وفيرا لاستفدت من الازمه الاقتصادية العالمية افضل استفادة ,ولقمت بشراء اسهم الشركات الجيدة وبعتها بعد فتره عندما تستعيد عافيتها ,لكني للاسف غير محظوظ .

ابتسم وقال : لا تأسف علي نفسك هكذا ..أنا اعلم انه من الجميل ان تكون مستعدا لاستغلال الفرص حينما تواتيك ,ولكن الأجمل ان تصنع انت فرصك.
لا ترضي يا عزيزي باستغلال الفرص البسيطه بل اخلق لنفسك فرصا اعظم .

يا عزيزي اكبر استثمار واعظم استغلال هو ان تستغل ضعف دولة او امة ما, وهذا امر لا تحتاج فيه الي مال وفير, بل بالعكس لربما لن تحتاج الي اي مال!!!!
يكفي ان تنشر القليل من الشائعات, او تضخم من حجم بعض الحقائق التافهة مستغلا سوء الاحوال الاقتصادية, والصحية ,والسخط العالم تجاه الحاكم في الترويج لها .
فتقول مثلا :(انه قد بني لنفسه جزيرة خاصة في عرض البحرمن اموال الشعب) ,وتستمر في تكرار اشاعات أخري او حتي حقائق تافهة مماثلة .
ومع استمرار انطلاق الاشعات ونشر الحقائق التافهة والتي يتناقلها الناس طواعية تتزايد مشاعر الحقد والكراهية وتنمو حتي تحدث انفجار دامياً وثورةً عارمة تجتاح الدولة بأسرها .

اجمل مافي هذه الثوره انها ثورة عوام وليست ثورة مثقفين,ثورة مشاعر وليست ثورة عقول ,ثورة ستحرق المجتمع بمقدرالحقد و النار التي كانت في صدور من قاموا بها.
يا عزيزي ..ان الانسان ان فقد مسكنه وقوت يومه, بات لا يأبه لاي شيء وبات علي استعداد لفعل اي شيء , شخص كهذا لا يملك عقلا يفكر به ,بكل تأكيد سينبهر بأي شخص سيتكلم بجمليتين عن الحرية الاخاء والمساوات دون ان يتلعثم,وهنا يأتي دورك, استغل فردا كهذا لا يفكر الا في معدته واجعله حطبا تحرق به نظاما قائما لتضع عوضا عنه نظامك انت... ساعتها يا عزيزي لن تغير حظك الذي كنت تتحسر عليه منذ قليل لكن الحظ سيغير نفسه ويلد لاجلك فرصا افضل...!
انظر الي اين قد وصلت دون ان تكلف نفسك قرشا واحدا ,قد بت رمزا شعبيا رائعا ,وشخصا محبوبا من الجميع ,واياً كانت نواياك الدفينة, واياً كانت افعالك الشنيعة فيما بعد ,فلن يشك أحد بمصداقيتك ,فقد بت منزها عن الخطأ, وكيف لا تكون كذلك فأنت الذي حررهم من حكم الجبروت السابق,انت الذي جعل الجميع متساوين في مجتمع واحد ,انت الذي فتحت المدارس وانشأ المصانع , بغض النظر عن مستوي التعليم او الانتاج او الصحه ..

يكفي ان يسمع المواطن عبر الاذاعة المحلية خبرا جديدا عن تدشين مصنع جديد, فحتي لو توقف بناء المصنع فانه لن يهتم طالما ان معدته قد شبعت ,ولو أُثير عقله وفكر في يوم من الايام فان معدته ستذكره بطعم الجوع والذل في عصر من سبقك فيتوقف عن التفكير .
قال ما قاله وسكت علي ما يبدوا لكي يسمع رأيي وانطباعي عما اقتراحه

الا انني رددت عليه قائلا :يا عزيزي اعجبني كلامك للغاية, ولكني لا ارغب في ان انفذه كما قد وصفته ,لانه في مرحلة ما سيجوع الشعب من جديد ,وسينقلب علي كما فعل مع سابقي, الافضل ان اكون انا اليد الخفية التي تشعل نار الثورة, وتصنع قائدها وتسانده طالما كان طوع امرها ,وتتخلص منه ان فكر ان يعضها بأن تستبدله بشخص اخر يقوم بثورة اخري .
اتعلم ما الجميل في ذلك :انني سأكون بعيدا كل البعد عن الانظار في حين اني انا المتحكم الوحيد في زمام الامور ,سأكون انا الحاكم الفعلي للدولة ايا كان اسم الدمية التي فوق الكرسي.

اتعلم يا ساتان ان اجمل مافي الثورة انه يمكنك ان تنهب اي شيء تحت اسم مصلحة الشعب ,يمكنك ان تقتل اي شخص دون محاكمة لانه عدو الشعب ,يمكنك ان .....

قاطعني مبتسما وقال :انت تقترب للعبقرية يا عزيزي ..انت بهذه العقلية تحاكي
النورانيين في اوربا عندما اوقدوا لهيب الثورة الفرنسية,وصدروها بأشكال مختلفة الي باقي العالم لتصبح موضة عالمية تحاكيها الشعوب.

يــــتــبــــــــــــــــــــــــع








هناك 9 تعليقات:

فاصل شحن يقول...

موضوع خطيييييييييير جدا

وموضوع الثورة مقبول منطقيا

ولكن لكل ثورة ظروفها وألعابها الخفية

وأعتقد أن لو ساتان في مجتمعنا العربي لوضع رؤية أخرى لهذه الثورة فالمواطن العربي لديه حالة من اليأس والخواء النفسي أصبح شبحاُ للانسان

نجحت الأنظمة في أن تلهوه بالبحث عن لقمة العيش وأن يدور في فلك تأمين الرزق

فهل إذا توافرت لقمة العيش سيفكر الشعب لا أعتقد ذلك بل أعتقد أنه سيحاول في تأمين رزق أولاده وأحفاده

هذا هو المواطن العربي

فياليتك يا ساتان تضع لنا نموذج للثورة يناسب هذا المواطن

madeeh يقول...

السلام عليكم
بارك الله في قلمك
وجعله لسان الحق في كل الميادين
أما أمر الثورة :
فما تزال كثير من الشعوب تحلم بالحرية, وتشعر أنها تأتيها من السماء, وعلى هذا الأمر(أي اقتناص الفرص الذهبية) تربى كثير من الشعوب....فلا بد للأمة من ميلاد تتربى بعده على الحرية التي بها تصنع مجدها بين الأمم وتتسابق.

أنفاس الصباح يقول...

قرأت هذا البوست عدة مرات

منذ كتبتيه

وفى كل مرة اريد ان اقول لك

اكملى

واخيرا فعلت

كان نفسى يقول...

بارك الله فيكى وزادك سعة أفق

قلمي يقول...

فاصل شحن
ياريت تراجع تاريخ الثوارت كلها هتلاقيها بنفس المنوال

قلمي يقول...

مديح
اسعدني تشريفك للمدونه..لكني للاسف لم افهم ماتقصد !!
هل تقصد ان الشعوب تحلم بالثوره لاعتقادها انها الحل السحري لمشاكلها ؟

قلمي يقول...

دكتورتنا الغاليه اعتذر عن نشر الجزء الخامس ودائما بنتظر تعليقات حضرتك

قلمي يقول...

كان نفسك
يارب
شكرا لحضرتك وربنا يكرمك يارب

madeeh يقول...

السلام عليكم
ما أردت قوله هو أن الثورة تكون ناضجة إذا قامت عليها قيادة واعية,تحمل فكرا إصلا حيا. وأن تؤيد الجماهير هذه الثورة, والأمة بعد ما زالت في سبات, ومع ذلك فالأمل موجود ما دام هناك دعاة بفهم مخلصون, ويساعدهم في ذلك وجود الحرية, ولكنها للأسف في مجتمعاتناموءودة, والنصر قريب بإذن الله.