هل نختار حياتنا؟؟؟

وما هي الا موتة واحدة

عدد الشهداء اليوم قارب علي 1000 خلال 17 يوما

وعدد القتلي جراء حوادث الطرق بمصر خلال 2007 وصل الي 73 ألف مصري اي بمعدل 200 ضحية في اليوم .

الفرق بين الرقمين كبير ..وكذلك الفرق في الأجر..وما هي الا موتة واحده فلنختر ميتتنا.

ولكني بكلامي هذا اظلم نفسي وباقي الشعب العربي فكثيرون منا لم يختاروا حياتهم ليختاروا ميتتهم !!

قد سألت نفسي مرة هل يختار المرء حياته؟

وبعد التفكير اعترفت اجبت بنعم نحن من نختار حياتنا ,فما الحياة الا مجموعة اختيارات ترسم حاضرنا وتحدد مستقبلنا ولا يوجد فيها ما نجبر عليه, فحتي استسلامنا لما أجبرنا عليه ليس الا اختيارا منا للاستسلام .

*أول ما نختاره في حياتنا :ان نحيا حياتنا بحرية وكرامة وعزة ام لا ؟

والفرق كبير لان مقيد الحرية مسلوب الكرامة ذليل النفس ليس له من الامر شيء سواء في نفسه او في غيره فكيف يتأتي له ان يختار اي شيء في حياته .

فمن يتنازل عن حريته وكرامته وعزته فهو ينازل عن حقه في اختيار حياته.

*وثاني الاختيارات هو: خيار المعرفة ولا يتأتي ذلك الا بالقراءه المتنوعة,فهي السبيل الي انارة العقل ,والطريقة لمعرفة الحياة وتوقع المستقبل.

من تركها قد رضي بان يكون جزءا من القطيع المضلل ,والعبيد المساق لخدمة اغراض ومشاريع وطموحات الآخرين.

*وثالثها هو الالتزام بالمبادئ السامية(من صدق وحسن خلق وامانة…الخ) والاستقامة عليها ومن يتنازل عن مبادئه سيصنع حياته طبقا لطريقة الاخرين لا بالطريقة التي ترضيه هو .

*رابعها علو الهمة والتطلع للافضل…وهي اهم ما يميز الشخص الناجح في حياته فهو لا يمل ولا يتكاسل وحياته دائمة التجدد مستمرة التطور,وكما يقال لا يظهر العفن الا علي الماء الراكد.

*خامس الاختيارات الصبر والجلد فلا تفوق بلا اصرار ومن تركهما اختار التخلف عن ركب الحياة وهو بذلك يعيش علي هامشها يكتفي بفتات من سبقوه الي العلا.

كان ذلك رأيي بأن الحياة ليست الا خمس اختيارات اي تنازل عن الاختيار الصائب من بينها يعد انتقاصا لجزء من حياة الانسان .

كثيرون منا قد تنازلوا عن اجزاء في حياته وعلقوا تنازلاتهم علي شماعة الظروف ومره بعد مره وتنازلا بعد آخر ضاعت حياتهم ولم يبقي منها الا بطاقاتهم الشخصيه والتي تثبت علي الورق انهم احياء ولكنهم في الواقع قد ماتوا منذ زمن.

---------------

وبالعودة الي الرقمين في اول الموضوع أري ان اهل غزه قد اختاروا ان يعيشوا حياة اكرم منا ,اكثر حرية منا, اكثر عزة منا.

*قد اختاروا ان يعيشوا بايمان بالله بحرية بكرامة لم يرضوا بذل المحتل وقاوموه ببساله . ممتثلين لقول الله تعالي : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.

*قد اختاروا ان يكونوا ذوي علم ودراية ويكفيهم ان محافظة شمال غزة تعتبر من اقل نسب الأمية في العالم حيث بلغت 5.1% . وهم تحت نيران الاحتلال, اما نسبة الامية في مصر فهي 4ر27% ونحن في ظل السلام !!

*قد اختاروا ان يعيشوا بمبادئ ساميه هي مبادئ الاسلام ويستقييموا عليها ليحققوا قول الله تعالي {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

{

*قد اختاروا علو الهمه والتطع للافضل وها نحن نسمع عن صورايخ لا تزال تطلق بعد 17 يوما من القصف البري والجوي والبحري لاقوى قوة عسكرية في الشرق الاوسط (لَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الآية 17 من سورة الأنفال

*قد اختاروا ان يرابطوا ويصبروا علي ما هم فيه وذلك لايمانهم بقول الله تعالي ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ … [العنكبوت:69

قد اختاروا بتوفيق من الله تعالي حياتهم فاختار الله لهم برضي منه ميتتهم

احسبهم علي خير ولا ازكي علي الله احد ولكن كلي ثقه في الله عز وجل وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)) .

ختاما : حياتنا ليست الا من اختيارنا ولا مجال لان ندعي باننا مقيدوا الايدي مكمموا الانفاس مجبرون علي اشياء لا نريدها بعد ما رايناه من صمود يشع من اعين اهلي غزه لينير العالم بأسره ,فلما اذا نرضي بالظلام ولما اذا نرضي بالهوان ولما اذا نرضي بالاستسلام ؟؟؟!!

ياساده ما حياتنا الا اختيارات ..فلنختر ما يرضي الله.

يا ساده و ماهي الا حياة واحده فلتكن لله .

يا ساده وما هي الا موتة واحده فلتكن في سبيل الله .

وآخر ما ادعوا الله به ان يرزقنا الله رضاه فما هو الا اصطفاء.

دمتم احياءاً