بطل حياتي
منذ4 ايام وانا لا اتوقف عن التفكير في ذكرى بطل حياتي (سليمان خاطر ), بالنسبة لي كان ولا يزال رمزا للبطولة, للشهامة للإيباء, رمزا كبيرا للغاية في عقل طفلة صغيرة للغاية, طفلة لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات!! الا ان قلبها امتلأ حبا لبطولته وعقلها تعلقا بشخصيته
هذا التعلق الذي اخرجني عن شعوري وجعلني اقوم بأول مظاهره في حياتي وكان مقرها البلكونه واردد فيها هتافات ((شاطر شاطر سليمان خاطر )) انا لا اذكر ترديدي للهتافات ولكن امي لا تزال تتندر بهذه الواقعه مثل تندرها باشياء اكثر فظاعه قمت بها فيما سبق !!
لكني لازلت اذكر صورته المنشوره في الجريدة اكثر من تذكري لوجبه افطاري او لوجه صديقتي المقربة
سليمان خاطر كان ولا يزال بطل حياتي رمزا لشخصيه اظهرت رد فعل مناسب في الوقت المناسب بطريقه مناسبه سلسة وسهلة لفهم الجميع حتي لفهم الاطفال امثالي , فكان بذلك بطل حياتي
لم يتفلسف او يبرر او يحلل كل ما فعله انه تصرف في الموقف الذي يستحق تصرفه دونما تردد .
سأحكي قليلا عنه لمن لم يعرفه من قبل
بطلي من مواليد الشرقيه ألتحق مثل غيره بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي. وسبب شهرته وبطولته ماحدث في أكتوبر عام 1985م فأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالانجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها قائلا: stop no passing إلا انهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التي توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة غير مسموح لأي إنسان الاطلاع عليها فما كان منه إلا أن أطلق عليهم الرصاص خاصة ان الشمس كانت قد غربت وأصبح من الصعب عليه تحديد لماذا صعد هؤلاء الأجانب وعددهم 12 شخصا الهضبة.
نفذ سليمان الأوامر التى كانت أعطيت له بأن أطلق النار في الهواء أولا للعمل علي منع أي شخص من دخول المنطقة المحظورة ولو بإطلاق النار عليهم
وبدلا من أن يصدر قرار بمكافئته علي قيامه بعمله ، صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلي محاكمة عسكرية ، بدلا من أن يخضع على أكثر تقدير لمحاكمة مدنية كما هو الحال مع رجال الشرطة بنص الدستور.
حوكم سليمان ووصفته الصحف القويمه بانه مختل عقليا وقال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعا ما ".
والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه".
عوقب بطلي بالسجن 25 عاما مع الشغل وصدر الحكم في 28 ديسمبر 1985. بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلي السجن ومنه إلى مستشفي السجن بدعوي معالجته من البلهارسيا، وهناك في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة!!
وقال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش ، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير ، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش ما تستعمله الصاعقة
غير ان من شاهدوا الجثة قالوا أن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد ، وأن الجثة كان بها أثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة ، وكدمات علي الساق تشبه أثار جرجرة أو ضرب .كما تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو اقرب من الانتحار.
بطلي الذي إدعوا انه مجنون تاره ومنتحر تاره اخري عندما سئل وهو في السجن عن ما يفكر به؟..... قال : "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقول لها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين ..من ترابك ..ودمي من نيلك.
وحين ابكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل أجازة تأخذ راسي في صدرها الحنون، وتقولي ما تبكيش يا سليمان أنت فعلت كل ما كنت انتظره منك يا بني".
في المحكمه وقبل صدرو الحكم قال "أنا لا اخشي الموت ولا ارهبه ..انه قضاء الله وقدره، لكنني اخشي أن يكون بالحكم الذي سوف يصدر ضدي أثار سيئة علي زملائي ، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم" .
كان بطلي دائما التفكير في امه مصر وفي اخوانه ابناء مصر حتي وهو في احلك لحظات حياته كان هذا التفكير الذي انار له قبله واضاء بصيرته ورزقه الله به الصبر عند النطق بحكم الحبس التعسفي
فقال .. "أن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه" .. ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلا "روحوا واحرسوا سينا .. سليمان مش عايز حراسه" .
سليمان بطل حياتي لازلت اذكره وعيناي تفيض بالدموع ليس حزنا عليه ولكن حزنا علي نفسي والتي باتت تعيش في جيل من الشباب لا يعلم اغلبهم عن معني البطولة شيئاً.
مات سليمان وبقيت ذكراه حتي الآن في عقلي تتوهج كلما غلبني اليأس وتردد شاطر شاطر سليمان خاطر ,لتعطيني دفعه للامام وتذكرني كم هي غالية افعال البطوله....
دمتم أبطالا
هناك 11 تعليقًا:
لست درى ما اقول
بس انا حاسس باحساس دلوئتى
انا على فكرة جوز عمتى
كان عالم من علماء مصر
واشتغل فى المخابرات الامريكيه CIA وعملهم اختراعات مهمه جدااا
ولما حب يرجع مصر
اتقتل ...
شاطر شاطر يا سليمان يا خاطر
لازال فى مصر الالاف الذين يتمنون
الشهادة فى سبيل الله
رحم الله شهدائنا جميعا
وجزاكم الف الف خير على تذكيرنا به
اسلام شكرا لمرورك جوز عمتك رحمه الله مثله مثل كثيرين من عماء مصر مثل المشد وسميره موسي ..الخ اغتيلوابايدي الغير
لكن سليمان وللاسف اغتالته ايدي وطنه
محبه الرحمن
كثيرون يتمنون وقليلون هم فقط الذين يفعلون دمتي بخير
وجزيتي الف خير وشكرا لمرورك
كم هو بطل بحق الكلمة , وكم غيره يمسكون الدروع ويرتدون وقائي على جسدهم ويلبسون خوذات الرأس ويمسكون بعصيهم ليضربوا طلاباً عزل لأنهم يطالبون بحرية مصر أو انهم يعترضون على الإحتلال الصهيوني
لم تفقد مصر يوما ابنائها المخلصين فمصر ولادة .. وهناك الكثير جدا مثل سليمان خاطر يتمنون ان يضغطوا على الزناد ..
تحيتي
استاذ اسلام
بلاش الله يكرمك سيره الي لبسين خوذات..ماهما برده بيحموا الوطن بس للاسف بيحموه من ابنائه
استاذ سيد مصر طول عمرها ولاده زي ماحضرتك قلت بس باين ان في ناس بتئد المولود لحظه صراخه
واكيد في كثير نفسهم يضغطوا علي الزناد بس المشكله ان ما بقاش في مسدسات
عيناك المدفع والثورة
وشرود الثكلى والأرمل
وعتاب الأرض المسلوبة
فاستجمع فيها قصتنا
ومئات الأعوام الظمآى
وفراغ الدور المضروبة
واستولى علينا واحصرنا
واقذفنا من عمق الحدقة
واصعد بالكف المخضوبة
وادفعها فى وجه الخرسى
اصبعك الاولى ثرثرتم
اصبعك الاخرى هادنتم
ثالثة تصرخ شاركتم
رابعة الكف انا وحدى
خامسة الكف احذركم والكف بلاد مصلوبة
* * *
هذه قصيدة لمحمود الزيات
كتبها لسلمان خاطر فى تلك الايام
وربما لم يعد لها اثر الا فى اجندتى المهترئة
سلمان خاطر وقتها كان شرارة الصحوة فى جامعتنا الوادعة
ولكن لم يعد منها الا ساحة تحمل اسمه فى داخل الحرم الجامعى
تعيشى وتفتكرى .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أعدت ذكريات كامنة
لله فى خلقه شئون
لقد كان سليمان شرارة يقظة مجتمع نائم كاد أن يتسى نصر أكتوبر
كادت العزيمة والإرادة تختفى
كادت الشهامة أن توضع فى المتحف
لكن الشاب أيقظهاوأعادها حرة تتحرك فى نفوس شعب كامل
لقد دفع سليمان حياته لتحيا ضمائر شعب
ألا تذكرين كيف الناس يموجون فى الشوارع منددين بحبسه الا تذكرين يقظة أمة كانت وادعة
رحم الله البطل وأحيا أمثاله فى نفوس الشباب
مش لاقيه رد مناسب صدقينى
لله الامر من قبل و من بعد
إرسال تعليق