عندما استغربت كلام ابن قيم الجوزيه

(((لما اعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنه وركنوا الي الاراء والقياس والاستحسان واقوال الشيوخ
عرض لهم من ذلك فساد في فطرتهم وظلمه في قلوبهم وكدر في افهامهم ومحق في عقولهم وعمتهم هذه الامور وغلبت عليهم
حتي ربي فيها الصغير وهرم عليها الكبير فلم يروها منكرا !!

فجاءتهم دوله اخري قامت فيها البدع مقام السنن ,

والنفس مقام العقل ,

والهوي مقام الرشد ,

والضلال مقام الهدي

والمنكر مقام المعروف,

والجهل مقام العلم ,

والرياء مقام الاخلاص,

والباطل مقام الحق ,

والكذب مقام الصدق,

والمداهنه مقام النصيحه ,

والظلم مقام العدل ,

فصارت الدولة والغلبه لهذه الامور وأهلها هم المشار اليهم ,وكانت قبل ذلك لاضدادها وكان اهلها هم المشار اليهم .

فاذا رايت هذه الامور قد اقبلت وراياتها قد نصبت وجيوشها قد ركبت, فبطن الارض خير من ظهرها وقلل الجبال خير من سهولها ومخالطه الوحوش خير من مخالطه الناس)))

**********

الكمات السابقه لابن قيم الجوزيه في كتاب الفوائد الكاتب والكتاب غنين عن التعريف

علي ما يبدو انه كان ذو بصيره نافذه فقرأ واقعنا قبل ان نعيشه !!,

لكني عندما كنت امر علي هذه الكلمات كنت ابدي اعتراضي علي ماقال ....((فبطن الارض خير من ظهرها وقلل الجبال خير من سهولها ومخالطه الوحوش خير من مخالطه الناس))

فحتي ان كانت الدنيا سوادا فلا اجمل من يكون الانسان منبع الضوء ,فاين اذا ذهبت ارادتنا وقوتنا

ولكن ما اغفلته حقا انه وقبل ذلك ستختفي النون و واو الجماعه وحتي الف الاثنين ....

انه لا تأتي الايام التي يتحدث عنها الامام الا و سيكون من النادر ان نجد ((روح الاخوه ))

وعندما تختفي روح الاخوة ساعتها بالفعل ستكون بطن الارض خير من ظاهرها ومخالطه الوحوش خير من مخالطه الناس فكيف يمكن للانسان ان يعيش وحده!!!!

--------

ختاما

فيما مضي كانت لي احلامي طموحاتي وآرائي ولكن......

فيما مضي كانت لي عهودي ووعودي وامنياتي ولكن.....

فيما مضي هالني اجر الاخوه في الله

ان الله تعالي يظل من تحابا في جلاله بظله يوم لا ظل الا ظله وهنا قد ساوي سبحانه بينهما وبين الامام العادل وما يعانيه من مشقه

ولكني الان ادرك ان الانسان مهما اوتي من قوه فهو سينهار ان لم يكن اخوانه من حوله

فيامن وجدت تلك الروح امسك بها فهي بالدنيا ومافيها