جيل الاربعينيات والخمسينات,اكثر اجيال هذه الامه ثقافة ووعيا ,اغزرها علما واوسعها افقا ,عندما نقارن بينه وبين غيره من الاجيال - مثلا بين مواليد الاربعينيات ومواليد الثمانينيات-نجد من التباين الكثير
فمع كل هذا المستوي الرائع من الثقافة والعلوم وارتفاع عدد الاطباء والمهندسين والمفكرين والعلماء في مصر ,الا ان مصر شهد تاخرا فكريا, وانحدارا ثقافيا غير عاديا ,وعكس ما كان متوقعا,فرغم كل هذا الفكر المنفتح والدم الجديد الذي سال في عروق المحروسة الا ان اغلب اؤلئك المثقفين لم يخرجوا عن حدود افكارهم باعمال تثري هذا المجتمع ,فوصلنا الي هذا الحد من التخلف .
فرغم كل هذه الكتابات وكل هذا النقد لسياسات الحكومة ,والاعتراض علي ما يوجد في المجتمع من آفات اخلاقيه الا اننا وصلنا الي هذا الحد من الانحطاط السياسي والفكر الاجتماعي ,كما اننا وللاسف من ناحيه مستوانا الاخلاقي لسنا بجيدين,بل تميزنا في الانحطاط الاخلاقي عن شعوب اخري فاحتللنا بذلك مراتب متقدمه من الانحطاط والتخلف.
واتفق مع قائل هذا الرأي كل الاتفاق ,ولكن السنا نتحدث عن مستقرئين للمستقبل ,ومتوقعين للاحداث ,اذن فلما لم يتوقعوا حدوث مرحله الكبت هذه والتي كانت دلالات حدوثها واضحه ؟؟
حينها سيجيب البعض بالايجاب وسيضيفون قائلين ان مفكري هذا الجيل قد حذروا مررا من حدوث امور مماثله,لذا فلا نظلمهم .
اما نحن جيل الثمانينيات ,جيل المدونات والمنتديات ,جيل المعلومة السريعة -التيك اوي- نختلف عن الاربعينيات في جوانب شتي ,بل نحن اقل منهم ثقافيا بدرجات عده ,الا اننا نتفق معهم في امر واحد وهو اننا لم ناتي بالجديد الي هذه الامه.
فمع كل هذه الثورة المعلوماتية اكتفينا بتسجيل اعتراضاتنا عن المساوئ داخل مجتمعنا سواء اكانت اخلاقيه او سياسيه او حتي اقتصاديه ,وتوقفنا عند تدوين الاعتراض والسباحة بين الكلمات في مدونه او منتدي ,ولم نحرك ساكنا لتغيير كل هذا السوء الذي يحيط بالمجتمع.
وان تحرك احد منا فقد تحرك بخجل وبدون اي اسس علميه او خطه منهجيه تسعي للارتقاء بهذا الوطن.
لذا اما آن لنا ان نعترضا قليلا ونعمل كثيرا
كيف ينقذها..
خيط من النور
وسط الليل ينحسر
لن يطلع الفجر يوما من حناجرنا
ولن يصون الحمي
من بالحمي غدروا
لن يكسر القيد من لانت عزائمه
ولن ينال العلا من شله الحذر
يافارس الشعر
قل للشعر معذرةً
لن يسمع الشعر من بالوحي قد كفروا!!!
---------------------------------------------
اعتذر لاي شخص قرا او سيقرا هذه التدوينه او ما سيليها من تدوينات
لانها ستكون كئيبه سوداوية قاتمة ومؤلمة
لذا اعذروني
لربما كانت طبيعتي مرحة جدااااااااا ويغلب علي التفاؤل
ولكني كلما تعمقت اكثر في قراءه التاريخ اشعر بكمية من الغباء التي قد تقودوني الي الجنون
وبما انني في اجازة منذ مايزيد علي شهر اعذب نفسي فيها بقراءه كتب التاريخ والاقتصاد بت تقريبا علي شفا الجنون
المقال السابق كتب في 8 فبراير 2007
اي منذ عامين
الا انني اعدت نشره مرة اخري الآن لان شعور الخوف ذاته بات اكبر من سابقه بات اكبر من اصفه حتي
صدقا كلما تعمقت في دراسة الاقتصاد وقراءه التاريخ اشعر بكبر الغباء الانساني
وكم اخجل من قول ذلك
صدقوني شعور الانسان بمدى غبائه وغباء من حوله شعور مفزع لا يمكن وصفه
ولا يمكن التعايش معه
هناك 8 تعليقات:
طرحك ممتاز ونمط تفكير جدير بالإحترام رغن السوداوية التى تلف بعض أنحائه.
نحن منذ قرون لم نضف للأمة سوى التقهقر
ومن الصعب أن نحكم على جيل الثمانينات الأن لأننا بين ثناياه ولم ينته دوره حتى الأن أو قل لم يبتدأ دوره بعد.
السلام عليكم
أولا اتفق مع حضرتك على أن عطائنا للأمه هو أقل من القليل سواء لجيل الاربعينات أو الاجيال الاحقة
ثانيا ..أختلف مع حضرتك على تقييمك لجيل الاربعينات والخمسينات .. فانا أرى انه جزء من المشكلة أساسا .. وهذا الجيل وتجربته وثقافته هو الذي أدى الي بنا الي هذا الوضع الان .. وحتى يفهم كلامي ادعوا حضرتك الي قراءة كتاب ماذا حدث للمصريين للدكتور جلال أمين .... وانا اتحدث عن التغييرات الثقافية التي حدثت لكل هذا الجيل .. وبالتالي فان مثقفيه ايضا تعرضوا لهذه التغيرات .. وان كان كثيرا من المثقفين استفاق بعد حدوث الكوارث فبدأ بالتوعية من أمثال جلال أمين وعبد الوهاب المسيري وغيرهم
لكن تقيمي لجيل الاربعينات وجيل الثمانينات .. فانا أرى أن جيل الثمانينات هو أقرب لانجاز شيءما ..هو اكثر مرونة ووعيا واسرع للتعلم وشاهد تطور عظيما في الاتصال ونوعا ما يقرأ .. اذا وجد هذا الجيل الرمز الذي يلتف حوله ويقوده .. ستري العجب العجاب
هذا رأيي والله أعلم
مقال جيد
جزاكم الله خير
د.ياسر
كل مقصدي الا ياتي علينا اليوم الذي نجد فيه انفسنا نحن واحفادنا مجتمعين في سله علي قارعة طريق مكتوب عليها بخط خفيف ""كراكيب ""
دكتور متي سيأتي دور الجيل
افتكر كدا محمد الفاتح فتح القسطنطينه وهو عمره كام سنه ؟؟؟
دور جيلنا هيجي امته طيب لو دورنا مش دلوقتي امال دلوقتي دور مين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
باش مهندس شاهني
لا اعتقد اننا اختلفنا
فانا ايضا اري انه جزء من المشكله وقد وضحت ذلك في الموضوع وما اخشاه ان نكون نحن ايضا جزءا من مشكله الجيل القادم
وهكذا حلقه مفرغه
كلام دكتور جلال امين رائع في كتابه ماذا حدث للمصرين كما كان مميز في باقي كتبه طرح فيه تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945-1995
اي انه قدم رؤيه عن جيل الارعينيات ولكن الا تخشي ان يأتي احد ما ويكتب كلما مشابها بعد 40 سنة
ماقلته لا يعني ان جيل الثامانينات ليس قريبا كما انه ليس بعيدا عن شيء ما
ولكني اخشي ان نكون علي احسن الظروف في نفس مكان الجيل السابق
بمعني ان يأتي احفادونا ويسألوا نفس السؤال
اما كان عند من سبقنا اي وعي او اي دراية ليدركوا الطامة التي لحقت بنا
وهذا ليس دعوة للتشاؤم بل انه التشاؤم في حد ذاته
كوني لا ارغب في رسم صوره ورديه تسكن الامي في حين ان الواقع كحلي والمستقبل اسود طبقا لما المسه بيدي الان
ابسط شيء شوف كدا قانون الثانويه العامه الجديد
شوف هيودينا لفين ؟؟
------------
بالنسبه لمسألة القيادة طالما ان حضرتك ادركت اننا محتاج الي رمز نلتف حولة فقل لي اي رمز وانا سأكون اول الملتفين
رغم اني اعتقد ان المشكله لا تقع في انعدام القيادة وحسب بل تقع فيما هو اخطر
تكمن مشكله جيلنا مع وجود استثناءات في منهجية التفكير
----------------
السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد
فقد قرأت هذه المقالة أول مرة فلم أشأ أن أعلق عليها... للسب الذى وصفته بها.." السواد".
ثم قرأت التحديث فأدركت أن السواد بقى رسمى ومختوم بختم "قلمى".
أعتقد أن شهادتك لجيل الأربعينات بأنه"..........." لم تعتمد على تقييم مدروس بقدر مااعتمدت على رؤية سريعة وخاطفة، لأنك مارأيت جيل العشرينات أو جيل نهاية القرن التاسع عشر فأنت كتبت عن المستويين الذين أدركتهما.
وأحسب أن الأعداء قد وضعوا لنا خطة يبلى بها ثوبنا بشكل متدرج حتى نصل إلى مرحلة الانكشاف.... وأننا غفلنا عن ذلك ردحا من الزمان... الكل غفلوا بما فى ذلك جيل الأربعينات والعشرينات وماقبلهم حتى قرنين من الزمان.. فلما أفقنا انشغل كل جيل بترقيع ماوقعت عليه عيناه من الخروق..
بينما "خطة البلى" لازالت تعمل وربما بشكل أوسع من أعمال الترقيع لذا رأى كل جيل أن سلفه كان خيرا منه... وهو فى الحقيقة ليس كذلك ولكن الواقع أن عملية الانكشاف لم تكن قد بلغت حدها المخزى فى الأربعينات مثلما بلغت فى الثمانينات فالمسألة ليست الخيرية ولكنه فعل الزمن ومرور الوقت.
انشغل كل جيل بالترقيع خشية انكشاف السوءة... ولم نجد من ينشغل بصناعة ثوب جديد قشيب متين أبيض ناصع البياض
تفجأ به الدنيا جميعا فتقف له مبهوتة مشدوهة.. حتى الذين يدعون أنهم يصنعون ذلك...!!!!!!
ولكن حتى لاأشاركك فى نظرتك ال....
أستطيع أن أقول إن هذا الجيل قد بدت بوادره فى غزة... صنعه ذلك الذى قعدت أعضاؤه فلم تقعد همته... وشلت أطرافه ولكن رأسه لم يعرف الشَللا.
أعتقد أن أمامنا الكثير.. فهيا نشارك بأى طريق متاحة.. ولو بالترقيع طالما هذا هو المتاح... حتى يمن الله علينا بمن يصنع الثوب الجديد.
" ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"
والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
شكرا د.توكل علي التعليق فتعليق حضرتك دائما يضيف للموضوع كما اني اتفق مع حضرتك واحب ان اوضح نقطه لربما لسوء اسلوبي لم تتضح
انا لا اضع مقارنه بهدف مدح جيل علي حساب اخر او اظهار نقيصه جيل ما
ولكني اقارن بهدف التحذير من ان نغرق في التفكير
وهو عنوان مقالي كما انه ما ختمت به الموضوع
بالنسلبه للسوداويه الي انا فيها تختلف عن التشاؤم علشان حضرتك تطمن
اما بالنسبه لغزه فياريت حضرتك تقثرا الموضوع ده
http://kalame0.blogspot.com/2009/01/blog-post_12.html
السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد
فالحمد لله أننا متفقون فى الآلام وفى الآمال.
وربما تختلف وجهات النظر فى تفسير بعض الحادثات.. وهذا أمر طبعى....
دخلت على موضوع غزة واكتشفت أنى قرأته فى أول زيارة لمدونتك وعلقت عليه فى "ساتان"...
أدام الله علينا نعمة حب ديننا وهوى أمتنا....
ودمتم بخير وعافية.
إرسال تعليق