السبت، 1 أغسطس 2009

وكانت سجدة في بطن الحوت

وكانت سجدة في بطن الحوت


كانت سجدة اتضحت الصورة بعدها فيالي من غبية
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

في قصه سيدنا يونس عليه السلام والتي يعرفها الكثيرون بها عبر لم افهمها من قبل كما بت افهمها الآن:

فبداية بعث الله سيدنا يونس الي قومه ليبين لهم سبل الرشاد.. ..وبعدها اصابه ضيق فتركهم وركب السفينه ليقذف في اليم ويلتقطه الحوت
ويظل عليه السلام مسبحا لله طالبا عفوه فيعفوا الله عنه ويلقيه الحوت الي الساحل ليعود لقومه فيجدهم قد امونوا
القصه معروفه للجميع بتفاصيل ادق:
ولكني بت استشعرها بشكل مختلف وجدت فيها عبرا لعلي لم اراها من قبل :


1- كل شخص يسعي للاصلاح حتي ولو كان علي نطاق ضيق يجب ان يعلم ان الهدي هدي الله ... وسواء استمر المصلح في دعوته ام لم يستمر فان قدر الله واقع بالبشر... سواء بالهداية او بالاستبدال فان كان بالهداية فقد نال اجر السعي والدلالة علي الخير وان كان بالاستبدال فلعل عمله وسعيه يكونان معذره الي ربه يوم يلقاه

لذا فليس تفضلا من المصلح علي الله انه يدعوا الي سبيله.. بل بالعكس انه لشرف كبير ان يصطفيه الله ويرزقه الفهم والعلم الذي يمكنه من الدعوه علي بينة حسنة
فلا يُعجز الله ان يجعل كل اهل الارض مؤمنين وان يضله وحده
ولا يُعجز الله ايضا ان يضيء عقول العالمين وان يظلم عقله وحده
""يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"" الحجرات (17)

2- لكل امة نعمة معينة وصفه خاصة... تكون فضلا من الله وتكون هي نفسها ان لم تصان سبب في نزول البلاء ووقوع امر االله بالاستبدال
وعندما اري حالنا اسأل نفسي لما لم يستبدلنا الله كما فعل بالامم السابقة؟؟
الم يقم البعض بفعل قوم لوط؟؟؟ وحتي الان لم يمطر علينا مطرهم !!

واخرون الم يقوموا بتشويه النيل هبة المولي نهر من الجنة كما قام قوم صالح بقتل الناقه ؟؟ ولم نسمع حتي الان تلك الصحية !!

واخرون سرقوا وطغوا واكثروا الفساد فلم يصب الله حتي الان علينا العذاب صباً كما فعل مع عاد قوم سيدنا هود !!!

اعتقد ان السبب في نقطه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فقد قال تعالي : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
فهذه هي نقطه اصطفاء امة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ان تركت فقدر الاستبدال واقع
نحن كبشر جميعا مسؤولون عن خلافة الارض وكمسلمين مصطفين باناره الكون ودلالة الناس الي طريق الرشاد ومتي تنازلنا عن هذا الواجب استبدلنا الله بقوم افضل منا وليس ذلك علي الله بعزيز

3-لله سبحانه وتعالي منح وعطايا يمن بها علي من يشاء من عباده هو وحده المتفضل بها ... تطلب بطاعته واخلاص النية له وما احوج صاحب الرسالة لتفضيل من مولاه يرزقه به اناره العقل وصفاء الروح فيري سبيل الرشاد واضح المعالم جلي التضاريس(( قل إنّ هُدَى الله هو الهُدَى ) سورة الأنعام 171

4- احلامنا الكبيرة والتي نسعي اليها بصدق وبنية خالصة للمولي حينما تبدأ في التحقق قد لانرى ملامحها بوضوح كما تخيلناها فيعتري القلب الم الفشل ويصيب العقل حيرة التقصير ولكن يبرز حينها السؤال ايهم افضل الاحلام كما تخيلناها ام الواقع كما لمسناه؟؟
بالتأكيد الواقع........ اوليس واقعنا من صنع الله الكامل....... واحلمنا من نسج خيالنا القاصر
وطالما ان النية كانت سلمية والاجتهاد في السعي في تحقيق الحلم كان علي اشده فان ما تحقق من الحلم هو الخير كله
ولنراجع انفسنا فلعلنا قصرنا وعندما نتدارك نقاط التقصير تلك لربما وجدنا واقع ما كنا نجرؤ علي تخيلة لشده جماله

5- الكمال لله وحده ..نسعى اليه ولا ندركه .وبين السعي واستمراريته ينتج التطوير وكلما استمر السعي ارتفعت المنزلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال : (( ........... و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه و إن استعاذني لأعيذنه....))


6- قال تعالي :""فلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"" الصافات 144

التسبيح والصلاه اقوي درع يحمي المصلح من سهام اليأس ...
يكفي ان نعلم ان صلاه القيام كانت مفروضه علي المسلمين في بداية الدعوة وبكل تاكيد ذلك لفضلها العظيم
ففي جوف الليل تتبين بعض المعاني وتضح بعض الملامح ماكنا لندركها من قبل
في الليل خلوة جميلة فكما قال ابن القيم غرس الخلوه يوجب الحب فغرس الخلوه بالله في ركعات التهجد يولد التعلق به
وكم من حديث ومناجاة لا تقال الي في خلوة المصلي لربه
وكم من سؤال لا يجاب الا بخشوع القلب ودموع الساجد
وكم من فهم لا يتأتي الا حينما يدرك العقل مقدار عجزه امام قدرة خالقه
وكم من فضل لا يطال الا برضي المولي فلنري المولي منا ما يحب فيرينا منه ما نحب.

ختاما بعدما اتضحت لدي كل تلك المعاني ادرك قمة غبائي وتقصيري كيف اتخلي عن احلامي
اما كان الاولي ان اسال نفسي أفشلي نابع من تقصيري؟ ام من ذنب ارتكبته فرفعت عني اهلية الاصطفاء ؟
فأن كان تقصيرا ...فلاسعي لتمامه والله تعالي يجبر الكسر
وان كان ذنبا ..فان الذنوب جراحات ولرب جرح وقع في مقتل
وكما ردد صلي الله عليه وسلم حين خرج من الطائف :"" ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي...""
دمتم بخير وبثبات علي الطريق

هناك 5 تعليقات:

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

والله كلام من أجمل ما يكون
جزاكِ الله خيراً

وأسأل الله أن يستخدمنا ,, ولا يستبدلنا

غير معرف يقول...

اول مرور لى وليس الاخير باذن الله
كم شعرت براحة وانا اتجول
التدوينة جميلة ونسال الله
الثبات على طريقه المستقيم
تقبلى مرورى واتمنا التواصل
وكل عام وانتى الى الله اقرب

محبة الرحمن يقول...

ما شاء الله ما شاء الله

كالعاده متالقه

بجد كل نقطه قولتيها فى الجون

ربنا يثبتنا يا رب

ويجمعنى بيك فى الفردوس الاعلى فى الجنه على سرر متقالين

بحبك فى الله ووحشتينى موت

د. إيمان مكاوي يقول...

أول زيارة لي
أحسنت التفكير والعرض
أحييك
أعجبت بتدوينة جدتي فهي تشبه جدتي كثيرا
تحياتي لقلمك المبدع

daloo3a يقول...

الموضوع في قمة الروعه سلمت يد كاتبها ^^

و المدونه جميله جدا =)

تقبل مروري