الأربعاء، 22 يوليو 2009

جدتي

عاشت 77 عاما ..انجبت 14 طفلا ..توفي منهم 13منهم ..
احد اطفالها مات وهو في مقتبل العمر لم يتم بعد 11 سنة ...مات غرقا فكانت نكبة اصابت قلبها ..
اخري تلك التي توفيت وهي في ريعان الشباب بعد ان انجبت توأما ....توفيا بعدها مباشرة تاركة وراءها طفلين اخرين لم يفهما بعد معني الحياة حتي يدركا ماهية الموت!!!
وفاة ابنتها كانت صدمة العمر بالنسبة لها ...ووفاة التوأم كانت مأساة حقيقة لكنها تصابرت ودفنت حفيديها كما دفنت قبلهما اولادها 13...
كل تلك المآسي والتي كانت كفيلة بأن تكون سببا في انهيارها التام تحملتها وعاشت وتعايشت معها لكنها لم تتحمل ألم فراقه..
جدتي التي تحملت وفاة اعمامي.. وصبرت علي غرق عمي... وتصابرت يوم توفيت عمتي واولادها ........لم تحتمل فراق جدي الذي عاشت معه اكثر من 60 عاما فتوفيت بعده بخمسة اشهر وتسع ايام !!
عاشت معه 60 عاما بما فيهم من ألم وفرح ولم تحتمل الحياة بعده لـ6 اشهر
في وفاتها اشياء غريبة من اول التدهور المفاجيء لحالتها الصحية الي نتائج فحوصاتها الطبية الغريبة وكأنها كانت لا ترغب في العيش بعده
تحملت 60 عاما احتوت وفاة 13 ابنا ولم تحتمل وفاة رفيق الدرب ..
جدي لم يكن يكتب لها نثرا ...او يغني لها شعرا ...لم يكن رومنسيا ...كان رجلا عاديا ..ولكن كان بينهما ود.. وألفة ....معيشة علي الحلوة والمرة... تكافل...وانصهار وكأنهما كائن واحد.
كنا دائما نقول انه لا يستطيع ان يفعل شيئا بدونها ولكن بعد وفاته ادركنا انها ما كانت لتكون بكل هذه القوة لولاه بجوارها
هذا هو السكن وهذه هي الموده.. وتلك هي الرحمة... وهذا هو الحب
وفاة جدتي علمتني ان الزواج ليس ورده حمراء ...او قصيدة شعر تغردها الطيور... ولكنه انصهار تام ..دنيا وآخرة ..
انصهار ان حدث يتحول الي اقوى قصص الحب واكثرها رومنسية
انصهار لا يسطر بالأحرف... ولا يلحن بالقيثارات ..لكنه يعاش دنيا وآخرة ... فيقوي طرفيه دنيا ...ويرفعهما آخرة ..
رحم الله جدتي وجدي ورزق والدي الصبر علي فراقهما...

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

بالنسبه للاسم خليه بعدين
البقاء لله واسكنها الله فسيح جناته ورزقها الفردوس الاعلى

مجداوية يقول...

السلام عليكم
رحم الله جدتك وجدك وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته

هل تسمحي لي أن أشيد بالتدوينة رغم أنها رثاء لجدتك وجدك والظرف غير مناسب ولكنها بالفعل تستحق الاشادةفأنت استخلصت حكمة نادرة من وفاتهما ولكن عزيزتي الناس تغيرت فلن تجدي نماذج مماثلة كثيرة مثلما كان في السابق ,,ندرت هذه المعاني في زمن لا تجدي فيه الرحمة كثيرا ,,ولهذا وصف الله رباط الزواج بالمودة والرحمةوهذا أكثر وأعمق شمولية من الحب المتعارف عليه

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

ربنا يرحمها ويغفر لها ذنوبها
البقاء لله

بالنسبة للكلام عن الزواج ,,
فده رأيي طول عمري
ولما كنت بتسأل كنت بجاوب بكلمات قريبة جداً


جزاكِ الله خيراً

قلمي يقول...

ونعم بالله
عظم الله اجركم ورحم الله موتانا وموتي المسلمين

مجرد مدونة يقول...

إنا لله وإنا إليه راجعون
البقاء لله .. أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها وجدك