الجمعة، 25 يونيو 2010

عندما يكون الحب فوزا

عندما يكون الحب فوزا ...تكون الحياة ..!!
12-2-2009اليوم اقف الان امام مشفي في منتهي الروعه الحديقة بديعه التقسيم ...والمدخل الرخامي يشعرك انك علي عتبات قصر وليس مستشفي تخصصي .
كان هذا انطباعي الاول تجاه مشفي الشفاء مدينة نصر..فرغم بعده عن محل سكني الا ااني هرعت وكلي فرحة للعمل به ..صدقا السبب كان مادي بحث فالمئة والخمسون جنية التي اتقاضاها عن كل نبطشية يفوق سعر نبطشية الحكومة باضعاف مضاعة ناهيكم انه ياوازي ضعفين لسعر المستشفيات الاخري
هذه هي الحقيقة وجهة نظر الطبيب بعد التخرج تتغير قليلا ..تحتوي تفاصيل مادية اكثر ويقل فيها الحسن الانساني بعض الشيءفمصاريف الدراسة والتحضير والكتب والدورات وما الي ذلك ناهيكم عن المصاريف الشخصية كلها اشياء تدخل بقوة في الصورة والشاطر كما يقال هو من يستطيع الموازنه الحقيقة التي لا يمكننا انكارها اننا في عصر مادي بحت حتي مهنه الرحمة باتت اكبر استثمار ..الفرق هو ان تحاول ان تكسب ما يكفي دون ان يخسر غيرك شيئا واقصد هنا المريض..الاسرة ..الزوج او الزوجه الاولاد الاصدقاء ..يجب ان نوازن فكثير من الاطباء يتحولون من كثرة العمل الي آلات لادرار النقود ويفقدون بذلك الكثير والكثير من متع الحياة ناهيكم عن فقدانهم ما هو اهم ...الروح الانسانية تجاه المريض ..ليتحول العيان من انسان الي مصدر رزق
استمر ترددي علي المشفي لمدة اسبوع كام خضعت خلالها لتدريب علي الاعمال الادارية ...و............ لا اريد ان اطيل فرغم استفادتي المادية والمعنوية من هذا المشفي الا انني لا اريد التحدث الا عن (د.فوز )كانت اولي معرفتي بها يوم توزيع الجدول حينما وزعت كطبيبة مقيمة بالدور الثالث نبطشية يوم الاحد من كل اسبوع حينها رمقني الطبيب عمرو بنظره باسمة وقال هذا دور الدكتوره فوز ,اهم من في المشفي...واجملهن ..ضحك وضحك طبيب آخر وانصرفا ..
بيني وبين نفسي استنكرت الاسلوب ولم اسأل اي شخص عنها آثرت ان اكتشفها وحديالعمل كان اداريا اكثر من كونه طبياً لذلك كان يوجد وقت فراغ كبير عزمت ان اقضيه في القراءه الا ان عزمي قد تغير منذ اول يوم او بمعني اصح منذ ان قابلت (د.فوز) كانت كما قالا عنها جميلة فعلا بل انه وبالتعامل معها اكثر اكتشفت انني قد ظلمتهما باستنكاري مما قالا..
فجمالها الظاهري ليس الا قطرة من بحر روحها الفياضة وكأن داخلها كأس مليئة بمكارم الخلق والثقافة والفهم والعلم والبصيرة ..قد فاضت قليلا فاكسب ظاهرها تلك الروعة
كانت تملك اي شخص بحديثها ..هذا ان تحدثت فهي في اغلب الاوقات صامته تستمع لمن يحدثها باهتمام بالغ وتشير بكلمات قليلة عليه تحوي خلاصة الامر كانت بصدق تفيض عذوبة ورقة وحناناً..كل ذلك اكسبها مكانة مختلفة داخل المشفي توطدت علاقتي بها اكثر وبتنا نجلس سويا لساعات مطولة نتاحدث ..
حكت لي مرة عن طموحها في ان تكون صحفية ذلك الطموح الذي لم تستطع ان تحققه نظرا لرفض والدها الفكرة ..شيئا فشيئا ازداد تعارفنا اكثر وشعرت بالثقه في نفسي وانني بت قريبة منها ومرة تلو الاخري استجمعت شجاعتي وسالتها عن سبب عدم زواجها حتي الآن فمن امتلكت كل ذلك يضاف اليه انها الابنة الوحيده لرجل اعمال مشهور للغاية يجب ان يكون هنالك سبب قوي لعدم زواجها
ابتسم وسكتت قليلا ثم استاذنتني واتجهت للنافذه تطالع الحديقه في صمتشعرت ساعتها باني انسانة متطفلة للغاية واني قد تدخلت فيما لا يعنيني وبدل ان اعتذر آثرت الصمت وخرجت الي الردهة لم تمضي ساعة حتي وجدتها قادمة تجاهي ومعها كراستين او يمكن ان نقول مذكرتين ..قائلة اقرئي هذه في البداية ..ومن ثمة هذه ..
ابتسم فرحة وقلت :لها خفت ان اكون قد ازعجت
قالت لا لم تزعجيني بسؤالك ولسوف تجديدن اجابته فيهما ,لكن لتعلمي انه لم يرهما احد قبلك واتمني الا يراهما غيرك
آمئت برأسي في ايجاب وقلت بكل تأكيد
كانت الكراستين تحويان اجمل ما قد قرأت في حياتي ..ابكتني المذكرتين كثيرا فقد حكتا قصتها و خطيبها بدر كانت صفحات الكراستين تجسيدا رائع للحب العفيف الملتزم بتعاليم الدين الراقي البعيد عن ما يشوبه لدرجه انه يصعب ان تصدق حدوثه
اعدت قراءة المذكرتين مرارا وفي كل مرة استعجب من كل هذه المشاعر كيف يمكن ان يكون شعورهما متطابق لهذه الدرجةفعندما تكتب فوز في مذكرتها شيئا اتفاجأ بما يشبه في كلمات بدر سانتقي بعض ما كتبته في مذكراتها وانقله
بتصرف شديد :
20-4-2003
اتعلم انني يوم رأيتك اول مرة عرفتك دون ان تعرِّف نفسك فقد حدثتني عنك العصافير من قبل عندما رددت اسمك مرارا في اغنياتها ..وقد وصف لي البدر قسماتك مرارا ..وقد قالت لي الشمس مرة ان روحك ادفء من اشعتها قد عرفتك دون ان تنطق باسمك فانت ذلك الرجل الذي غنته العصافير كل صباح.. ورسمه القمربدراً بالليل .. و وحوي قلبه دفء الشمس ..كيف لي ان اتوه عنك فهل لمثلك شبه؟؟فرغم ان معرفتنا كانت في يوم اسود الا ان وجودك كان كفيلا بان يشعرني انه لا محال ستنير الحياة ان كانت قد حوت من هو مثلك
-----------
-2-5-2003
اتعلم انني منذ خطبتنا بت كالعمياء ..لا ارى شيئا ..الفرق بيننا انها تعميها الظلمة وانا تعميني شدة ضوءك-----------
-10-5-2003
احيانا كثيرة اتمني ان يأتي اليوم الذي استطيع ان ابوح لك فيه عن مكنون نفسي فقد تعتب من فشلي في محاولة اخفائه ..احيانا كثيرة اتمني ان اقول لك ما اكتبه علي صفحات مذكرتي بدل ان تكون لقاءتنا القليله محصورة في مناقشة مشاكل البلد والاهل والسياسة وبعض المراجعات لتاريخ الدولة الاسلامية ولا مانع لديك من ان تأتي علي ذكر شيء عن السياسة الامريكية وحينما نتحدث عن انفسنا نذكر الدراسة ومشاكل الجامعة والاتحاد ..جلساتنا سويا التي تكون بمباركة امي ورعاية ابي اشبة ببرامج قناة الجزيرة الا انني اسمع في صوتك لحنا عبقري يجعل هذه الاحاديث المملة قمة متعتي ..وهذه الجلسات الخاطفة اغلي مطالبي ------------
2-6-2003
احيانا اسمع صوتك يحدثني وانا وحدي ..اهذا حقيقي ام انني واهمة ..كدت اجن
----------
3-6- 2003
كانت لي قبلك طموحات عدة ..امال عريضة ..احزان كبيرة ..الا انني منذ عرفتك باتت كل امالي واحلامي وطموحاتي انت وانتهت كل احزاني بوجودك في حياتي ...وحدك تكفيني
----------
سطرت فوز العديد من الكلمات والصفحات الرقيقة والتي ان اردت ان انقلها كاملة الفت كتاباً
لذلك سانتقل لسرد بعض من كلمات بدر-----------
22-3-2003
اليوم التقيت بك ..هذا التاريخ لا يحتاج لان اسجله علي صفحات دفتري لانه محفور في قلبي ..وكيف ينسي القلب يوم ميلاده؟
!-----------
20-4-2003
آه لو استطيع ان اصف ما اشعر به ..لكن كيف يتـأتى لي ان اصف الكون في جملة او ان احصر روعة الحياة في كلمة ..كيف لي ان .......................................................................................................................-----------
20-4-2003
هاقد استجمعت بعضا من شجاعتي وواتتني القدرة علي الكتابة ..غريب امري لم احب ان اكتب من قبل ..ولكن منذ ان عرفتك انعقد لساني ولم اعد استطيع النطق فوجدت سلواي في الورقة والقلم..اول مرة اكتشف مقدار عجزي والفضل لك سيدتي الكاملة ..اتعلمين انني يوم تقدمت لخطبتك كان عندي اصرار علي ان اتزوجك حتي وان لم توافقي ..لاني اعلم جيدا انك نفسي التي ابحث عنها .....وانني نفسك التي تبحثين عنها فأن كان لك الحق في ان تخطئي في حقي برفضك قربي ..فسامنعك من ان تخطئي في حق نفسك وتحرميها مني --------------
15-5 -2003
كلي غضب عليكِ ..اغضبتني لا بعد حد احزنتني اليوم كثيرا بصدق لم اعرفكِنعم كنتِ جميلة بفستانك الملفت وبعينيكِ الكحيلتين التين قمتي بتحديدهما بقلم اسود افقدهما اجمل مافيهما من عمق بتتا بجمال بحيرة رائعه في وسط غابة مزهرة ..لكنها فقدتا بذلك التحديد عمق البحر وامتداده الذي كان يحيرني ويخفيني في ذات الوقت فما مصدره ذلك العمق يا فوزي؟؟كانت عيناكِ من قبل عميقتين كالبحر اخشي ان اغرق فيهما..لذا كنت اوثر عدم النظر لكن اليوم استطعت واتتني الجرأه ..ورأيتهما جميلتين نعم ..لكن بلا عمق بلا سحر كان ثوبك كذلك جميلا ذو تطاريز ملفته ..لكن بصدق لم تكوني ساحرة كما اعتدك كنتِ وحسب ملفته ..تأسرين النظر لكن لا تملكين الفؤاد.
-----------
20-5-2003
لا زلت تتفننين في اغضابي ها انت الان تتحدثين مع احد المعيدين بكل حرية ...اعلم انك كنت واقفه بحياء لم ترفعي عينك في وجهه ....حتي وقفتك كلها عفة ما ان انتهيت من سؤاله الا ورحلتي دون ان تبتسمي حتي في وجهه الا انني احترق غيظا ولم اعد اعرف كيف يمكنني ان احتمل كل ذلك هل اجلسك في المنزل وامنعك حتي من فتح الشباك خوفا عليك من نسمات الصبح.. حتي تنام غيرتي ام ماذا افعل ؟؟تخيفني فكرة ان يراك احد غيري مثلما رأيتك ..اعلم انني كل ما في قلبك ادرك ذلك دون ان تقولي الا انني اريدك ان تكوني لي انا فقط والا يشاركني احد اخر في اي شيئ منك حتي ابتسامتك اواه لو كنت ابتسمتي في وجه ذلك المعيد كنت قتلتني بابتسامتك تلك ----------
كتب بدر الكثير لفوز وسطر باناملة صفحات تحوي اجمل العبارات كانت اغلبها تعبر عن مدي غيرته عليها ومدي تعلقه بها وكان اخر ماسطربيت شعر لقيس بن الملوح بتاريخ
26-7-2003
فوزي لقد ثبتت فى القلب منك محبة ... كما ثبتت فى الراحتين الأصابع
----------
انتهت مذكرات بدر عند هذا الحد ..اما فوز فكان اخر ماسطرت هذه الكلمات بتاريخ
10-9-2003
ها قدم مر شهر علي وفاتك ..لا زلت لا اتخيل انك رحلت دونما رجعة... صدقني احاول ان اصبر لكنك تركتني ورحلت تركتني بعدما اخذت قلبي معكفكيف لي ان اعيشيريدون مني ان انسي... يحدثونني كثيرا بنسيانك ,,ولكن كيف لي ذلك وانت تجري في دمي واسمك ينبض بين اضلعي كيف لي ان انساك دون ان افجر نفسي
------------
انتهيت حتي هذا الحد المذكرتين بما تحويانه من مشاعر نبيلة وصادقه تمثل قصه فوز وبدر صعقت مما قرات وازدادت حيرة لدرجه انني لم استطع النوم
ومع اشارقه صباح اليوم التالي اتصلت هاتفيا بالدكتور رائد لكنه لم يجب فحملت حقيبتي واتجهت للمشفي املا في ان اقابله او اقابل احد الاطباء الاكبر سننا ولحسن حظي كان موجودا بعد نصف ساعه من وصولي طلبت ان اقابله في مكتبه ووافقوما ان جلسنا هنالك الا وسالته سؤالا واحدا: لما لم يذكر في شيت الحالة انها كانت مخطوبة من قبل لما لم يوضع في الحسبان ان صدمة موت خطيبها هي ما قادتها الي هذه الحالة؟؟
نظر الي بتعجب وقال: عما تتحدثين
قلت :عن فوز مريضة الغرفة 306 ..د.فوز كما تسمونها في المشفي
قال :متعجبا اكانت مخطوبة من اخبرك بذلك؟؟
قلت :هذه المذكرات...... رويت له بعض ما جاء فيها
وما ان اكملت اتصل بوالدها وسأله عن هذا الامر فاجاب والدها بالنفي انها لم تخطب ابدًانظر الّي ساعتها دكتور رائد متعجبا وقال لقد نجحتي فيما فشلنا فيه لمده 3 اشهر لقد كسبتي ثقتها حتي باحت لك ..وها نحن قد امسكنا باول الخيط.. انصحك بان تختاري الطب النفسي كتخصص فستبرعين فيه ..فما قلتِه يغير وجهة نظري في حالتها تغيرا تاما
شكرته وطلبت منه الا يخبر فوز بما قلته لها..ورحلت دون ان اراها
بعد 5 ايام اتي ميعاد نبطشيه الاسبوع اعدت لفوز المذكرات بعد ان صورتها واخبرتها انه يجب ان تبدأ من جديد وان فقدان حبيبها لا يعني ابدا انتهاء الحياة
نظرت لي وقالت يا سارة لن اجد رجلا مثله
نظرت اليها وانا اغالب دموعي نعم لن تجدي من هو مثله
بصدق كرهت المشفي بعدها ولم يمر الا ثلاث اسابيع بعد هذا الموقف الا واستلمت تكليفي في دمياط ومع النبطشيات المهولة التي اكلف بها هناك وبالاضافه للسفر توقفت عن العمل في مستشفي الشفاء للصحه النفسية
حتي تضح الصورة لديكم اكثر فوز لم تكن طبيبة كانت معيده في كلية الهندسة جامعه القاهره لقبت بالدكتوره لانها كانت قريبه من الجميع ولديها قدره علي اكتشاف بعض الاشياء التي لم يعلمها الاطباء عن المرضي الاخرين ..
كانت فوز تعامل معامله خاصة وكانها ليست احد المرضي
سبب دخولها الاساسي حسب ماذكر في تذكرة الحالة انها لم تنم لمده اسبوع ولم تتناول شيئا فيه الا الماء وانتهي الامر بها وهي تبكي لمدة يومين متواصلين ... ولانها ابنة مدللة آثر والدها ان يعرضها علي اكبر الاطباء النفسيين في مصر وقد حولها الطبيب الي هذه المشفي للاستجمام ليس اكثر
ظلت في المشفي لمده اسبوعين وبعدها خرجت وعادت اليه مرة اخري بعد 5 ايام لاصابتها بنفس الحالة تكرر الامر مرة اخري ولم تخرج بعدها حتي يوم انقطاعي عن العمل في مشفي الشفاء
------------
كان يمكن ان تمر قصة فوز علي مرور الكرام الا ان ما قد حدث يوم الثلاثاء 22-12-2009 قد اصابني بالجنون
الساعه كانت الثامنه صباحا ما ان دخلت العيادة حتي ازكمت انفي رائحه عطر هوجو الرجالي بالتأكيد اعرف رائحته فمن لا يعرفها !!..
لكني استغربت ان تفوح رائحه كهذه من احد رواد المستشفيات الحكومية وما استغربته اكثر ان تفوح من شخص ملتحي وتظهر عليه علامات الوقار وزوجته مختمرة
سالت نفسي الا يقاطع المنتجات الامريكية هذا الاخ ؟؟تغاضيت عن التحليل الاجتماعي الذي اقوم به بيني وبين نفسي كلما دخل لي مريض العيادة كي احدد مستواه الاجتماعي ..مقدرته علي شراء الدواء ..ومصداقيته في الشكوي فكثير من المرضي ((بيستهبلوا ))
وجهة الحديث الي الزوجه وسالتها خيرا ان شاء الله من المريض ؟؟رغم توقعي ان الشكوي تخص الفتاه الصغيرة التي يحملها الرجل
لم تجب سكتت واجاب زوجها :ابنتي الصغيرة مريضه ..واخشي ان تكون انفلونزا الخنازير
نظرت له وقلت :لما هل خالطت احد المرضي
قال :لربما فنحن قد وصلنا من امريكا منذ ايام ولربما انتقلت لها العدوى من احد الركاب
اخبرته الا يقلق وبدأت اوقع الفحص علي الفتاه الصغيرة كانت فتاه تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف جميلة الملامح تشبه والدتها كثيرا بعدما اتممت الكشف اخبرته ان سبب ارتفاع حرارتها يرجع الي التهاب اللوزتين وان اصابتها بانفلونزا الخنازير مستبعده اخذت دفتر الروشتتات من الممرضه لكي اكتب العلاج وبعض التحاليل..
وكانت المفاجأةاسم الفتاه فوز بدر البيومي صعقت من الاسم وعاد الي ذاكرتي قصة فوز من جديد امعقول ان تكون هنالك علاقة بين هذه الفوز وتلك ؟؟
التفت الي ابيها واخبرته اننا سنحتاج تحليل سرعة ترسيب وهو تحليل لا تظهر نتيجته الا بعد ساعتين يمكن ان تذهب للمعمل وتأخذ الممرضه العينه وتأتي لاخذ النتيجه والعلاج بعد ساعتان وافق الرجل ورحب وشكرني وقبل ان يخرج اخبرته انه يمكنه ان يتاخر ويأتي حتي بعد الساعه 12ظهرا فلا داعي للقلق خرج من العيادة وظللت انا طوال الساعات التالية في حيرة كبيرة
اتت الساعه الثانية عشر ولم يأتي هو ..بدأت انزعج عندما دقت الساعة الواحدة ظهرا ولم يأتي بعد
لكني ظللت انتظره اتي بعدها بنصف ساعه وهو يعتذر فقد حدث ما قد اخره
فاخبرته انه لا سبب يدعو للاعتذار وان التحاليل لم تظهر بعد ..
في الحقيقة طلبت من الممرضه ان تحتفظ بها في المعمل حتي اطلبها منها
جلس الرجل وبدات احاول ان افتح معه اي موضوع كمدخل للحديث
فقلت :قد اخبرتني سيدي انك قد عدت من امريكا منذ ايام
قال: نعم كنت في بعثه دراسية هنالك ولم ازر مصر مده 5 سنوات حتي احصل علي الجنسية
قلت :هل تنوي العودة ام ماذا ؟؟
قال: اريد ذلك لكن زوجتي ريهام كانت معي في الصباح لا تريد المعيشه في امريكا لم تعجبها
قلت: بالتاكيد المعيشة في ارض الوطن افضل لكن هذا ان كانت مصر بالاساس وطنا لابنائها
ابتسم وقال :اجل مصر ديت الغولة اللي بتأكل اولادها
لحظات صمت قلت :اعجبني اسم ابنتك (فوز )اسم نادر للغاية
قال :نعم
قلت :اتعلم ان اسم الانسان ينعكس علي حياته
قال :نعم اتمني ان تكون فوز من الفائزين
قلت :اللهم امين ..لكن من اختار الاسم انت ام والدتها
قال: انا
قلت: هل اخترعته ام تعرف احد بهذا الاسم قريب مثلا
سكت وقال :اعرف احدا واتمني ان تكون فوز مثلها في كل شيء
وقبل ان اساله سؤالا اخر قال ماذا بخصوص التحليل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟استاذنته وقمت بنفسي احضره قيامي ليس الا سببا لتضييع بعد الوقت فانا ساموت لاكتشف ان كانت هنالك علاقة بين فوز تلك وفوز هذه
اخضرت التحليل ودخلت العيادة لاجده متجهم الوجه عبوس القسمات لكن ما ان لاحظ قدومي الا وعاد وجهه لسابق عهده
قلت له:التحاليل تظهر بعض الاشياء ساكتب لك علاجا معينا واتمني ان تتابع دائما معي او مع اي طبيب اطفال
قال: نعم
قلت اتمني ان تكون فوز كالتي كنت تعرف
قال: يارب لكن امثال تلك الانسانه نادرون
ساخبرك امرا لكن هل آمنك عليه
قلت الا تعلم قسم الاطباء :سرك في بيرمن داخلي شعرت بنشوة غير عادية ها قد نطق
قال فوز تلك كانت زميلتي في الجامعه تصغرني بعام واحد ..اول ما عرفتها عرفتها في احد مظاهرات جامعه القاهره اعتراضا علي الغزو الامريكي للعراق تحديدا يوم 22-3-2003بعدها التقينا في احد ورش العمل الثقافية التي تقدمها نقابه الصحفين
تعدد لقاءاتنا صدفة اكثر من مرة ولكنها كانت اما في ندوات ..او في مؤتمرات ثقافية او في مظاهرات لكن كان هنالك شيء غريب يشدني لها كانن الفتاه الكاملة من كل عيب ,كانت كالنجم العالي الذي لا يستطيع احد الاقتراب منه ..كانت تأسر اي شخص يراها ..كنت احس اني مسكون بها
اعذريني لاني اتحدث بهذه الطريقة ولكن منذ ان وطأت قدماي مصر وانا اشعر بحنين جارف لها
قاطعته وسألته :لما لم تخطبها ؟
ضحك وقال :كيف لمثلي ان يتخيل انها سترضي به هي ابنه رجل اعمال معروف ..ابنته الوحيدة واولى دفعتها حتي مسألة وقوفها في المظاهرات ونشاطها الطلابي لم يمنعها من التعيين في الجامعه فنفوذ عائلتها قوي للغاية
سكت فسالته :مستغربة !!؟؟..لما لم تخطبها كل هذه لا يبرر عدم خطبتها بالعكس هي اسباب تدفع لذلك
قال :لربما لكنني لم استطع ان اتخيل انها قد ترفضني لربما كانت هي الدافع الاساسي لخطبتي ريهام زوجتي ..هي ابنة خالتي التي تزوجت في دمياط لم اكن اراها الا في المناسبات فانت تعلمين المسافه بين القاهرة ودمياط الا انني قررت ان اخطبها فهي تناسبي للغاية ..مثل تربيتي الاسلامية المغلقه ليست كفوز ربيت علي مستوي عالي جدا كما ان لريهام نفس الانتماء السياسي والديني
قلت: حسنا ولكن هذا امر قد انتهي لربما فعلا فوز ماكانت توافق عليك وقد تزوجت ريهام فمالذي يحزنك الان
قال .:مالذي يحزنني الان ..ومنذ متي وانا لست حزين ؟؟اتعلمين انني منذ ان خطبت ريهام وانا حزين اتعلمين انني اقارن بينها وبين فوز في كل شيء اتعلمين انني حتي بعد الزواج وسفري امريكا ظللت علي اتصال بفوز عن طريق الايميل كنت استشيرها احيانا كثيرة في عقبات تقابلني في العمل ولم تبخل علي يوما ..فهي عقلية فذه ..ولها قدرة غريبة علي الفهم والتخيل استمر اتصالي بها حتي اليوم الذي ناديت ريهام باسمها(بفوز)
استغربت ريهام فقلت لها انني اتمني ان نسمي ابنتنا بهذا الاسم كي تكون من فائزي الدنيا والاخرة بعدها قطعت كل اتصال بها
كان الامر صعبا في البداية ولكني تحاملت علي نفسي وثبت علي رأيي
اتعلمين اني اعيش وكأني بين حجري رحى حجر اقتناعي بفوز وندمي علي عدم الزواج منها وحجر الذنب تجاه ريهام التي لم تقصر ابدا تجاهي
لم تشعر ريهام بهذا الامر ولم يلمس احد ذلك فانا اعامل ريهام وكأنها اميرة في مملكة بل ان البعض يعتقد انني متيم بها لابعد حد ..!!
نعم احب ريهام لكن في الحقيقة منذ ان عدت لمصر وكلي شوق للحديث مع فوز
سكت... فقلت له اعذرني ولكنك مخطئ
اولا موضوع فوز هذه قد انتهي وبصدق من في مكانتها هل سترضي باي شخص
ثانيا قد اخترت انت ريهام وهذا اكبر دليل علي عدم حبك لفوز كل الامر انك منبهر قليلا بها و كما قلت مثلها يأسر اي قلب
أمرأه كهذه كانت ستتعبك ان رضيت بالزواج بك..هذا مدخل من مداخل الشيطان استعذ بالله ومارس حياتك فلديك زوجه رائعه وابنة جميله حفظهما الله لك
مددت له الروشته وانا احاول ان امنع نفسي من قتله وقلت هذا هو دواء فوز ..انا موجوده طوال اليوم ان احتجتم اي شي
قال :شكرا لك فحديثي معك قد اراحني للغاية وكأنني كنت احمل فوق كتفي حملا وقذفته
قلت له :هذا اكبر دليل علي انها وساوس ..ارجع لزوجتك واشتري لابنتك بعض الحلوة .
وما ان رحل الا وامسكت المحمول واتصلت بدكتور رائد اخبرته اني اريد ان اقابله بخصوص شيء مهم لم اكن قد حدثته منذ ان تركت المشفي لذلك استغرب اتصالي ثانية
يوم بعد انتهاء النبطشية عدت الي المنزل قذفت بحقيقة السفر وهرعت الي مدينه نصر وما ان جلست معه الا واخبرته انني اريد ان احدثه بخصوص فوز تنهد وقال :الله يرحمها
صعقت وقلت :ماذا ؟
قال :لقت ماتت منذ شهر ..فبعدما تركتينا بحوالي شهر بدأت تظهر عليها اعراض غريبة ..اكتشفنا بعدها اصابتها ب:acute myeloid leukemia لوكيميا سرطان الدم الغريب انها ما ان اكتشفت تلك الاصابه الا وتركت المشفي وعادت الي عملها بالجامعه وبدأت تعيش حياتها كما سبق بالطبع كانت تحدث لها انتكاسات عضوية ولكنها لم تدخل في حالة الانهيار التي كانت تصيبها من قبل فكما تعلمين اقتراب الموت هو اكبر دافع للحياة
سكت عندما راى دموعي تنهمر فقلت له :بل انها كانت تريد ان تلقي بدر
ضحك وقال د.سارة كل ذلك وهم فوز صنعت لها عالم غير حقيقي عاشت فيه
قاطعته واخبرته بما سمعته
فسكت وقال:شيء غريب فعلا!!هل يعني ذلك انها فعلا كانت تحبه ؟؟!!وتمنت ان تتزوجه ..وكتبت لنفسها ما كانت تتوقع ان يقوله لها وبالطبع كانت دائما تبرر سكوته بمبرر ديني وعندما تركها وتزوج اخري الفت قصة وفاته تلك ..فهي لم تتخيل الا تنال ما تحب وهي الفتاه المدللة
قاطعت وقلت :لكنها بالفعل عاشت حياتها بلا حب
فهي لم تدرس ماتحب ,,ولم تعمل ما تحب ,ومع ذلك ابدعت ونالت اعلي التقديرات وكما لاحظت لم يِأتي اي احد لزيارتها في المشفي فعلاقة العائله بها كانت ضعيفه ومع ذلك لم تشتكي
قال سبب عدم زيارتهم وقت تواجدها بالمشفي ان والدها اخبر الجميع انها في رحلة عمل الي لندن
قلت له كل ذلك آلمها هو ايضا... لم يزرها وهو الوحيد الذي كان يعلم انها هنا ..كانت تريد حبه ولم تجد سوى ماله بالـتأكيد كان يحبها ولكن عبر عن هذا الحب بالمال وليس بالعاطفه وهي لم تفهم ذلك
فوز لم تكن ابدا الفتاه المدللة اتعلم يا د .رائد ان حياة فوز تلك كانت غير مكتملة اطلاقا عكس ما كان يراها الجميع فهي تفتقد للشعور للحب للشغف في حياتها ويوم ان عرفت بدر وجدت كل ذلك وجدت الحب والشغف والحنان ولانها شفافة ابصرت حقيقة حبه لها لذلك كان يجب ان تقتله في خيالها كي تستطيع ان تعيش لكن وللاسف قتلت نفسها ايضا لربما استطاعت ان تتماسك لمده 6 سنوات ولكن لم تستطع بعد ذلك فبالتأكيد حدث شيء لم نعرفه قد اعاد لها كل هذا الحنين..!!!
اكملت حديثي ودموعي تنهمر من مقلتي وما ان سكت قال لي د رائد اذكر اني قد نصحتك باختيار النفسية كتخصص الا انني اتراجع فانت هشة الفؤاد ولن تحتملي ابداً آالام مرضاك
تحدثنا في اشياء اخري وشكرته وعدت الي منزلي طوال الطريق كنت افكر في فوز وبدر..واتساءل كم من شخص كان بجبن وجشع بدر ..جَبُن ولم يستطع ان يتخيل فكرة الرفض.. وجشَع عندما احب ان يمتلك زوجة محبه في المنزل وعقل ووجدان اخري خارج المنزل ..فأضاع نفسه بينهماوكم من شخص -واعتقد انهم معدومين - مثل فوز تلك التي اوتيت كل شيء لكنها لم تجد الحب ابداً وعندما عرفته فقدته وفقد نفسها معه وياليتها لم تعرفه يوماً
--------------
القصه طبعا من تأليفي وليست حقيقية