لم أكن في يوم من الإخوان المسلمين ولا أعتقد أني في يوم سأكون إلا أن لي رؤية لمصيرالجماعه.
بداية كنت ارى دعوه الاخوان كالاتي:
*كنت أري أنها دعوه خالدة مبنية علي المنهج السليم الرامي لتقدم المجتمعات إن كانت متأخرة, وتطويرها إن كانت متقدمة ,وريادتها إن كانت متطورة ....وهذا يعني استمرارية الفكر واستمرارية التطوير... لذا لن تفقد الجماعه مسببات وجودها حتي وإن كان الإصلاح موجودا.
*كنت أري أنها حركة فكرية تخدم جميع جوانب المجتمع ,ومن هنا استمدت استمراريتها في المجتمع ومن هنا كانت حركة لن تموت فهي فكر والفكر لا يموت ,فهي ليست حركة ثورية ينتهي وجودها وتصبح تاريخا إن حققت مطالبها ,وليست حزبا يسعي للسياسة وحسب ,فإن وصل للمستوى السياسي الذي كان ينشده توقف سعيه وهبطت عزيمته.
*كنت أري أنها دعوه شاملة منبعها الفطره السليمة((الشريعة الإسلامية)) أكسبها هذا المنبع الكثير من الميزات أهمها الإعتدال ,والوسطية ,نهيكم عن الشمولية .
لذا كنت أردد دائما أن الإخوان المسلمين دعوة لن تموت لأنها دعوة فكر ,لأنها دعوة شاملة ,ولأنها دعوة مستمدة منهجها من الفطرة السلمية -الدين الإسلامي-,فكيف يموت الفكر وكيف تنحصر الشمولية في نقطة واحدة وهي الإصلاح السياسي وإن حدث ذلك كله فمن المستحيل أن تتلاشى الفطرة السليمة ,فأسباب بقاء جماعة الإخوان قائمة طالما كان الإخوان إخوانا ....
كان ذلك رأيي فيما مضى ولكني أري الآن عكس ذلك!!, أرى أن الإخوان بدؤوا في لف الحبل حول عنق الجماعة هذا الحبل الذي يضيق كل يوم حتي يخنقها كليا منهين بذلك تاريخا زاخرا بالعطاء.
وأقول ذلك للأسباب الآتية :
1-أن الجماعة فقدت أبرز ما كان يميزها ((الشمولية )) وبات التركيز الأساسي علي الإصلاح السياسي, وتركت بعض الجوانب مهملة مثل التريبة والتنمية الاجتماعية وهما اهم ,فلا فائدة ترجى من اصلاح سياسي لمجتمع متخلف .
سيردد البعض أن هذا افتراء! فللجماعة دور تربوي كبير داخل المجتمع ..وردي عليهم بأنه دور لا يتناسب مع حجم الجماعة ,ولا يرتقي للدور المنوط به .
2- السياسة الداخلية والدولية علي حد سواء ليست إلا حفرة عميقة مليئه بالوحل والقذارة ..!!
فالسياسي ليس ذا وجه واحد فتارة يرخي الحبل وتارة يشده,كما أنه ليس لديه إلا قاعدة واحدة وهي المكسب بأي طريقة وعلى حساب أي شيء, هذه القاعدة تتنافى بشكل كلي مع جماعة شفافة كالإخوان المسلمين.
والحل هنا أن ينبثق عن الجماعة الأم حزب أو جماعة سياسية لها نفس فكر الإخوان ولكن باسم منفصل, وبأجندة مختلفة ,أمر كهذا سيعطي حرية أكبر للسياسي في اتخاذ قرارته وعمل مناوراته , كما أن آراؤه واخطاؤه سيحملها وحده هو وحزبه أمام المجتمع بأسره ولن تنعكس سلبا على الجماعة كلها.
3- الأنيميا التي أصابت الجماعة!!! ..وأقصد هنا عدم وجود جيل جديد بالمستوي المطلوب الآن أو حتي علي نفس مستوي الجيل السابق ..فالقليل من شباب الإخوان من هو مثقف سواء أكانت ثقافة عامة ,أو حتى ثقافة دينية ,وللأسف البعض منهم اكتفى بالانتماء للجماعة ولم يطور نفسه بعد ذلك, واعتقد أن لقب أخ سيرفع مكانه إلى مرتبة النجوم المضيئة أمثال( خيرت الشاطر) ونسي أن الجماعة لم تصنعه بل هو ومن هم مثله من صنعوا الجماعة وحملوا لواءها .
كما أن البعض تناسى أن الإخوان المسلمين دعوة غنية بفكرها المتطور, بشموليتها الإسلامية ,وبرجالها البواسل .
وأعود هنا لأكرر ما قلته سابقا :بأن بقاء الجماعة منوط ببقاء الإخوان إخوانا ,فإن فقدوا شموليتهم ,وفقدوا فكرهم, وحاد البعض منهم عن المنهج الإسلامي المعتدل, فإنهم وبلا شك يتجرعون السم بأيديهم.
لقد صمد الإخوان في وجه الكثير من التهديدات وعبروا الكثير من الأزمات إلا أني أخشى أن الضعف الداخلي سيقضي عليهم هذه المره إن لم يتم تداركه .
ختماما :
لست هنا بنية النقد الجارح للإخوان ولشباب الجماعة ولكني أردت لفت النظر لبعض النقاط ,ولربما كان ذلك لأني أرى الإخوان المسلمين من منظور مختلف فرغم أني لست منهم إلا أني احترمهم وأتمنى أن تظل الجماعة كالنهر الزاخر له منبع واحد وهو الشريعة الإسلامية وذو عدة روافد أحدها سياسي وآخر تربوي وآخر تعليمي .....الخ ليسقي هذا النهر المجتمع بأسره ويفيض بالخير على الجميع
دمتم في خير وسلام
دمتم في خير وسلام